جدد خبراء امنيون واستراتيجيون إتهامهم لأجهزة مخابرات غربية بالقيام باغتيال وزير الدفاع السوداني الفريق جمال عمر في عاصمة دولة الجنوب جوبا قبل نحو خمسة عشر يوما عبر حقنة بمادة سامة بطيئة المفعول لتبدو الوفاة طبيعية اوكأنها ذبحة صدرية كما اشارت تقارير طبية ونتيجة تشريح جثته لاحقا ، منوهين الى أن اكثر من جهة خارجية تستفيد من غياب وزير الدفاع عن دائرة الفعل في الحكومة لجهة أن الرجل كان يقف ضد مخططات تهدف لهيكلة الجيش والقوات النظامية.
بينما يشير محلل سياسي الى علاقة وزير الدفاع الراحل الفريق أول جمال عمر بالنائب الاول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) حيث كان الراحل مقربا جدا من دقلو مما يعزز فرضية ان جهة ما ارادت ان تضرب هذه العلاقة القوية وتنسفها لتمرر اجندتها مضيفا ان ضرب العلاقات المتعددة للوزير الرجل جمال عمر سواء برئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أو نائبه الاول حميدتي أو غيرها يبدو هدفا منطقيا لابعاد عمر من المشهد عبر اغتياله بتلك الطريقة المتعارف عليها في عالم المخابرات قبل ان يربط رحيل الفريق جمال بمواقفه من البعثة السياسية من قبل الامم المتحدة المقرر ارسالها في الفترة القادمة في اعقاب الطلب الذي تقدم به رئيس الوزراء عبدالله حمدوك مشيرا الى ان وزير الدفاع كان ضد إرسال البعثة السياسية الأممية التي يتوقع لها ان تتمدد في السودان كعادة بعثات الامم المتحدة وسياساتها التي تصل الى حد انشاء قواعد عسكرية تسيطر على كل البلد موضحا بأن وزير الدفاع كان ضد دخول بعثة اممية سياسية كوزير دفاع وكعسكري وهو الآن غير موجود في المشهد الذي يسيطر عليه الآن مهندسو قرار احضار البعثة الاممية السياسية لافتا الى ان موته كان سريعا في ظل معطيات تذهب إلى ان البعض يريد ابعاده عن المشهد السياسي بصورة نهائية حتى يتثنى له تمرير اجندته الاممية الخاصة.
بالعودة الي الظروف التي صاحبت وفاته طالب خبير امني الحكومة بعدم التعامل مع ملف حادثة الوفاة بعفوية زائدة قبل ان يطالب بفتح تحقيق حول ملابسات الحادتة للوقوف على اسباب الوفاة الحقيقية خاصة وان عاصمة الجنوب جوبا اضحت مرتعا للمخابرات والاستخبارات الدولية مضيفا بان فرضية تعرض وزير الدفاع لاغتيال حاضرة لجهة ان الرجل كانت له مواقف رافضة لاعادة هيكلة الجيش السوداني واضعافه وهي هيكلة ستمكن اعداء السودان من البلد وخيراتها، واضاف الخبير الامني ان هناك عمليات اغتيال شبيهة نفذها الموساد وعملاءه لقادة في دول العالم كانت تمثل عقبة في طريق المخططات الاسرائيلية عبر حقنهم بعقاقير تجعل الهدف يموت باعراض اشبه باعراض الذبحة الصدرية كزيادة جرعة من الانسولين.
203