إعتبر خبراء ومراقبون مبادرة سلعتي التي طرحتها وزارة الصناعة والتجارة امس في مؤتمر صحفي والتي تهدف لتوفير السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مناسبة بمثابة قفزة في الظلام وقالوا أنها لن تحل الضائقة المعيشية التي يواجهها المواطنون لجهة ان البرنامج يستهدف الفئات الميسورة التي تملك أجهزة هواتف حديثة وتجيد إستخدام التقنيات المتطورة في التسوق الشبكي.
وأوضح د. عماد جامع الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بالجامعات السودانية في تصريح صحفي ان السودان ليست لديه بنية تحتية في مجال التقنية تمكنه من تشغيل مثل هذه البرامج على نطاق واسع مبيناً أن الهدف من المبادرة هو توفير هذه وجعلها في أيدي المواطنين دون وسيط السلع وذلك عبر شراكة بين وزارة الصناعة والتجارة والمنتجين والموردين إلا أن ذلك من الصعب تحقيقه بسبب ان معظم السودانيين ليست لهم علاقة بتطبيقات التكنولوجيا الحديثة على الانترنت مؤكدا على ضرورة إيجاد حلول عملية اكثر مواءمة لطبيعة الحياة التي يعيشها المواطن مبيناً أن كثير من السودانيين ليست لديهم حسابات في المصارف ولا مدخرات مالية فكيف لوزارة الصناعة والتجارة ان تتعامل معهم وتوفر لهم حاجياتهم الضرورية.
وطالب جامع حكومة حمدوك بتفعيل الجمعيات التعاونية في الاحياء ومواقع العمل باعتبارها وسيلة أنجع من مبادرة سلعتي مشيرا الي الأدوار الكبيرة التى قامت بها الجمعيات التعاونية إبان عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري والتي كانت تعد الطريقة المثلي في توفير أساسيات الحياة للمواطنين واضاف قائلا ” نحن لسنا ضد إستخدام التقنية ولكننا لانملك البنية التحتية التي تمكننا من مساعدة المواطنين عبر هذه التطبيقات المتقدمة”.
الي ذلك دعا د. نجم الدين عبدالله الخبير الاقتصادي الي إعادة العمل بنظام التعاونيات في المؤسسات الحكومية وفي مناطق السكن مشيدا بدور التعاون في خدمة المجتمعات وقال إن مبادرة سلعتي تخدم الفئات ميسورة الحال في مجتمع الخرطوم وزاد قائلا” السودان ليس الخرطوم ” داعياً وزارة الصناعة والتجارة لإبتكار وسائل أكثر فاعلية تستهدف كل الناس في الريف والحضر وتمكنهم من الحصول على ضروريات الحياة بطرق سهلة وميسورة.
172