التقارير

لماذا الاعتداء على الأطباء؟…….بقلم عماد البشرى

528views

لماذا الاعتداء على الاطباء

بقلم :عماد البشرى
تكررت حالات الاعتداء على الاطباء خاصه في المستشفيات العامه وبعض الخاصه ايضا واصبحت هذه الحوادث مؤشر خطير لخلل ما يحدث في تركيبة المجتمع السوداني وانهيار لعلاقة المفترض ان تقوم على التقديس والاحترام بين الطرفين الطبيب والمريض لكن ماالذي حدى بهذه العلاقة للانهيار والطلاق الابدي ؟قديما كان الطلاب يهابون المعلمين هيبة قويه ليس لقوتهم في الضرب او التنكيل بالطالب كما يظن البعض لكن لقوة المعلم نفسه وهيبته من مظهر حسن وفخيم وعلم حقيقي وحب للمهنه واحساس بالرساله التعليمية وفوق كل هذا احساسه بان طلابه هم اولاده الحقيقين فتراه يدمع عندما ينجحون ويفتخر بهم عندما يتبؤوا افضل المناصب لكن عندما انهارت هذه القيم المهنية عند المعلمين الجدد انهار كل شي فقد اصبح الطالب يرى معلما مهترئا في ملبسه وفي علمه وفي سلوكه ويتلهف فقط لمل جيوبه من المال دون الانتباه ان العلم من اشرف الصدقات وانه صدقه تحل بركتها اولاعلى اولاده وليس بعيد ان معظم متعلمي وناجحي البلد من ابناء المعلمين القدامى وللامر حزن طويل ساعود اليه ‘اما الاطباء فقد كانوا ملائكة رحمه حقيقين فدونكم الدكتور داؤؤود مصطفى ابو الطب الباطني هذا الرجل الذي افنى عمره في خدمه المرضى وطلابه وحتى اهاليه في جزيرة توتي الوديعه كان يوم الجمعه هو يومهم الصحي مع دكتور داؤود فكان العلاج والدواء مجانا ووعندما فكر ان يفتح عيادة فقط ليوم لم ترتح نفسه لذلك فعاد للمستشفى العام ذلك المستشفى الذي كان يرقد فيه رئيس الدولة مستشفيا اما اليوم فحدث ولاحرج واقولها بصدق وكل من يقراء مقالي هذا يعلم عشرات القصص عن الاهمال الطبي والعشرات عن الاستهتار والعشرات من تجار الطب الذين يتهافتون فقط للربح السريع ناسين انهم تعلموا مجانا في هذا البلد وان جامعة الخرطوم التي علتهم كان ميزانيتها تاتي من مال الشعب الذي كان يامل ان ياتي اطباءه ليعالجوه بالقدر الممكن من المال لا ان تدفع كل ماتملك لتلقى طبيبا يتعامل معك كانه توم كروز بتعالي زايف وعدم انصات جيد للحاله وعدم شرح للمريض لحالته وطمانته ان العلاج ات بفضل الله ومحاوله الطبيب لعلاجه فتجد ان المرضى يخرجون من غرف الاطباء وقد زادت حيرتهم فلم يفهوا شي سوى روشته مملؤة بالدواء الغالي والذي في الغالب لايفضي لاي علاج وبعدها يتوكل المريض للعلاج خارج الوطن ويظل السؤال لماذا يضرب الاطباء؟بعض الحمقى والمتسرعين ومااكثرهم اليوم يعلقون شماعه ان النظام الصحي لايمنح الطبيب مايستحق وانه لابد من ايجاد مخرج لهذا النفق متناسين ان الامر لايقف عند المال فقط لكن حتى في كفاءة الطبيب واخلاقه المهنية التي تحتم عليه احتواء المريض احتواء حقيقي ليس زايف فكثير من المشاهد المؤلمه لمرضى يتالمون عند الطؤاري تجد الاطباء يتضاحكون مع بعضهم وعندما يقف المريض تتحول ابتسامتهم الى نظرة تافف عجيبه وردود جافه تحمل المريض الى غياهب الاشفاء من هؤلاء الصبية خاصة خريجي الجامعات الجديدة التى تصدر الداء وليس الدواء للمواطن ،انا لا اعني قطعا ايجاد شرعيةلضرب الاطباء فما زال هناك اطباء انسانيين جدا وعلماء حقيقين زرعوا البسمه والامل في قلوب المرضى بصدقهم واعلمهم وفوق كل ذلك بزهدهم ولا اود ان اذكر اسماء لكن والموقف يستحق اذكر البروفسور الزين كرار هذا الطبيب الاب والرجل الاصيل العالم الجليل والبروفسور محمد احمد عبدالله اخصائى سكري الاطفال وغيرهم لكن يعدون للاسف باصابع اليد الواحدة عندما تلتقيهم لاتشعر الابهيبه العلم والاخلاق والحنان والانسانبية البحته التي تجعلك ضعيفا في محرابهم فهل تعلم الاطباء الجدد هذه المقامات ليتعلقوا بها ،ان السودان الان يمر بازمه حقيقية هي ليست وليدة الانقاذ حتى لا نعلق سوء اعمالنا في حفنة من جهلاء الحكم لكنها ازمه ولدت من انفسنا وهي ازمه الاخلاق والضمير وننسى اننا ناتي يوم القيامة فردا ونسال فرادا الازمه هي الرغبه في الاقتناء وجمع المال هي ازمه بدات من اوائل السبعينات والهجرة الى بلد البترول ونسينا معها الوطن والمواطن واليوم هبت المساكين في الاطباء هي احد صافرات الانذار لعودة الضمير الانساني والاخلاق فهل من معتبر؟

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

إحدى عشر + أربعة عشر =