امتحانات الشهادة السودانيه بين التاجيل والالغاء…
اسماعيل شريف
كتبت الأقدار على طلاب السودان عامه الاكتواء بنار المتغيرات السياسيه التي ختمت عهد البشير بتلك الثوره العظيمه وتعطيل الدراسه لأسباب أمنيه كان يرى فيها النظام البائد مخرجا من التظاهرات…. ثم نار جائحة فايروس كورونا التي حتمت حالة الاغلاق التام منعا لتفشي الوباء الكوني المميت.. خلف الوضع السياسي المتارجح خلال العامين الماضيين تكدسا معيبا بالجامعات السودانيه تمثل في تشوه وتداخل الدفعات الان هناك دفعتين لم تكملان السنه الدراسيه الجامعيه الأولى بكل الجامعات السودانيه الحكوميه ولم ينجح احد في التخرج منذ العام الماضي ليس بسبب الضعف الأكاديمي ولكن لان الامتحانات لم تعقد اصلا… ونجحت جائحة كورونا في تأجيل امتحانات الشهاده السودانيه العنيده التي استطاع قبطانها السابق وبحارتها المعتقين العبور بها العام الماضي رغم عواصف التظاهرات واعتصام القياده حتى أعلنت النتيجه بعد اعتمادها من المجلس العسكري آنذاك.. ولكن الكورونا أشد فتكا وبأسا واتخذ الربان الجديد القرار الحكيم بالتاجيل بعد التشاور مع وزارة الصحة ومجلس الوزراء… الموقف الان يضع الإدارة مجددا في عين العاصفه.. ينتظر الطلاب وأسرهم الاجابه على السؤال المقلق.. وماذا بعد هذا… وهناك معضلات عديده تعقد المشهد… وتجد إدارة الامتحانات نفسها محاطة من الجهات الاربعه… الخريف اولا وتلك الجغرافيا الواسعه التي تتمدد بطول وعرض السودان الشاسع… طرق وعره وأطراف متباعده ومطر غزير… ثم تكدس الجامعات بطلاب السنه الأولى منذ العام الماضي… وثالثا الرغبه السياسيه العارمه في تعديل السلم التعليمي السوداني ليواكب العالم… الكل يعلم أن الإنقاذ انتقصت سنه دراسيه كامله من عمر التعليم في بلادي واقتصت من عمره مما هدد كثيرا بعدم اعتماد الشهاده السودانيه في عدد من الدول.. كل العالم يعمل على خطة 6/3/3 ومجموعها 12 فصل دراسي للتأهيل لدخول الجامعات الا اننا نعمل بخطة 8/3 ومجموعها 11 فصل دراسي.. ومن هنا تظهر الحوجه لتسخير شر الوباء لخدمة تعديل هذا التشوه المعيب.. كما كان بالإمكان توظيف فترة الحجر الصحي والاغلاق التام في نظافة البيئة وتعقيم الاسواق.. وتنظيمها… وتأتي جائحة الكورونا لتمثل الحائط الرابع الذي واجهته إدارة الامتحانات اولا وهي تتخذ قرار التاجيل.. ليقف أمامها مجددا قبل أن تتخذ القرار الحاسم… الناس تنتظر.. فهل من قرار