آخر الليل
اسحق احمد فضل الله
يونيو…. السودان
يونيو.. اندونيسيا..
============
عثمان..
هل كتب علي الشيوعي. ان ينال علقة في يونيو.. في كل مكان..؟
واندونيسيا. هذه الايام. تستعيد ذكري الانقلاب الشيوعي عام ١٩٦٥ ..
وصحيفة القارديان الاسبوع الماضي تقول
( الشيوعي السوداني يعد لانقلاب)
الشيوعي السوداني يحكم. ويعد لانقلاب..
وسوكارنو الشيوعي. في اندونيسيا. يحكم ويعد لانقلاب..
ومدهش ومخيف.. ان كل تفاصيل الانقلاب الشيوعي في اندونيسيا. تجد لها .( شلوخ وجلابية وتوب ) .
عدا شيئا واحد. نعوذ بالله منه..
ففي اندونيسيا.. انقلاب…ثم ايام.. ثم الشارع يلتفت. والمواطنون يشنقون مابين ثلاثه الي اربعة مليون شيوعي…
وعن التدبير . حقيقة ماحدث.. اوراق المخابرات الامريكية.. التي تكشف عام ٢٠١٧. تقول انها هي التي دبرت المذبحة..
وانها هي من دبر سوهارتو..( وسوهارتو هو القائد الذي عصر حلقوم سوكارنو.) حتي جعله يخبو ويختفي..
واندونيسيا.. لدغتها الحية الشيوعية. الي درجة انها.. وحتي اليوم . تتخوف بشدة من كل ظل للراية الحمراء..
والي درجة ان الجيش الاندونيسي. يرفض تجنيد من كان شيوعيا او له قريب من الدرجة السابعة عشر. شيوعي..
والجيش الاندونيسي يشترط العذرية في كل مجندة..
وفي الاحداث.. سوكارنو.. وحتي يجعل الشيوعية هي مايقود تحت غطاء.. كان يبتكر شيئا يشبه الحزب الجمهوري في السودان..
ويبتكر دينا يجمع بين الوثنية والشيوعية والاسلام..
الشيوعي ما كسر عنقه هناك.. هو انه افلت ملاحظة شيئين اثنين..
الشيوعي عجز عن فهم ان المواطن هناك. يقبل ان تمس السياسة عنده كل شئ عدا الدين
ثم الشيوعي يقع في الشئ الصغير الاخر.. الذي ( وداهو في داهية)
والشئ الذي يصنع جملة مازالت في اللسان الاندونيسي حتي اليوم للتعبير عن الحسرة. وعن الخراب الذي يعقبها.
الجملة كانت هي صرخة قائد الانقلاب الشيوعي حين دخلت عليه المجموعة التي ارسلها لاغتيال اللواء عبد الحارث ناساتون.. ليقول له انه هرب..
والقائد الذي يعرف جيدا ماهو ناساتون.. حين يسمع هذه الجملة يشعر ان عظامه تحولت الي ثلج. ويصرخ بانفاس مقطوعة من الخلعة.
يا الهي.. لقد افلتوا ناساتون..
God. My God. They lost nasaton
والمشهد الذي يطيح بانقلاب الحزب الشيوعي منذ نصف الساعة الاولي كان هو
عبد الحارث ناساتون طفلته ذات العامين تصاب بشئ في معدتها. في منتصف الليل.. وناساتون يسرع بها الي المستشفي.
والرجل حين يعود في الثانية صباحا . تنتبه عيونه الي شئ وهو يقترب من البيت..
ناساتون ( عبقري حرب العصابات ) والذي يؤلف عدة كتب في هذا المجال. يعرف في الحال ان شيئا يجري. ويختفي..
وبعد اقل من ساعتين . ومع طلوع الشمس.. كان ملايين الاندنوسيين يلتقطون الاذاعة التي اقامها ناساتون يذيع منها بياناته ويقود الناس.
ويبدأ الحرب..
بعد ثلاثة شهور كان الشيوعيون قد فقدوا كل شئ.
بعد عام.. كان اكثر من مليونين قد شنقهم المواطنون في الشوارع وعلي اعمدة الكهرباء وفروع الاشجار. وشرفات المنازل
ومجلة التايمز عام ١٩٦٥ . تنشر صورة كلاسيكية . لطلاب في جامعة جاكارتا وهم يشنقون زميل لهم في حوش الجامعة..
الشيوعيون في العالم. لايمكن ان ينسوا يونيو ابدا..
تبقي ملاحظة اخيرة. مثيرة الي حد مثير
الدراسات وجدت ان الشعب الاندونيسي اشترك كله في ضرب وسحق الشيوعيين. لان كل منهم كان عنده شئ يخاف عليه من الشيوعيين
من يدافع عن الدين ومن يدافع عن الخرية.. ومن يدافع عن الثقافة.. ومن يكره الاكاذيب والخداع.. كل احد . يحمل السلاح لانه يخشي ان يدمر الشيوعيون ماعنده..
لهذا كان الشيوعي.. هو الحزب الوحيد في التاريخ الذي يثور الناس هناك ضده الي حد القتل..
والشيوعي يظل الوحيد في التاريخ في المانيا. هو الحزب الذي. يقيم حوش مكهرب حول المواطنين حتي لايهربوا
لا حوش مكهرب يمكن اقامته في السودان.
ولا مذابح يمكن ان تقوم في السودان
غدا او بعد غد.. في هذا الاسبوع.. السوداني لعله.. وبراااحه.. يقول للشيوعي .. مع السلامة…
…
هذا حين يصبح الحزب الشيوعي السوداني اول حزب شيوعي في العاام يفهم..