
(1)
مازلنا نرى ان رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك قد أخفق وارتكب غلطة تحسب ضده فى مقبل الايام حينما رفض مقابلة الثوار الذين لولا تضحياتهم ودماؤهم لما صعد هو الى سدة الحكم واعتلى منصب رئيس وزراء ولما لاقى كل ذلك التأييد والتشجيع من خلفه ولكن خابت كل آمال الثوار برفض زعيمهم الخروج اليهم، فإن تصرف الرجل بحكمة وقتها وخرج اليهم وتسلم المذكرة لما حدث ما حدث ولكن كما قلنا بالامس يبدو ان الدكتور حمدوك يسير على ذات نهج المخلوع وأذكر قبل عامين وفى ذات التوقيت رفض البشير الخروج للثوار لاستلام مذكرة احتجاجية بذات النهج وتم تفريق المتجمهرين بالبمبان بذات الطريقة ومن يومها عقد الشعب العزم على تنحيته جبرياً فكانت تلك التظاهرات السلمية التى أطاحت بالبشير فكن مستعداً عزيزي (حمدوك).
(2)
كثيراً ما حذرنا من غضب الشارع السودانى لأننا لصيقون به تماماً ونعلم طريقة تفكيره ومايثير غضبه ومايهدئ من روعه وقادرون على التنبؤ بكل خطوة قد يخطوها الا ان حكومة الثورة مصرة على المضي فى طريقها دون الاكتراث للشارع وهاهى المتاريس عادت الى الطرقات ومن هنا نحيي حماة (الترس) ونقول لهم هاهو عام قد مر ولم نر حتى الآن متهماً واحداً القى القبض عليه بتهمة قتل الثوار ولازلنا نقبض على الجمر فهل راحت دماء (كشة) و(عظمة) وكل شهدائنا الثوار الاحرار (شمار فى مرقة) أم أن الايام القادمة حبلى بالكثير ولازلنا ننتظر .
(3)
ايها الثوار الاحرار ايها الشعب المحتار هل تدرون ان السيد والى ولاية الخرطوم كان يجلس بغرفة العمليات المشكلة لمتابعة مليونية جرد الحساب باعتباره رئيس لجنة أمن الولاية والمسؤول الاول عن أمنها وكان السيد الوالى يراقب عن كثب كل ما دار وبالتالى الرجل تابع بنفسه لحظات تفريق المتظاهرين بالمبان والقبض عليهم فلماذا وقتها لم يصدر اوامره بوقف اطلاق الغاز المسيل للدموع ولماذا وقتها لم يمنع النيابة التى كانت تصدر توجيهاتها للشرطة بتنفيذ القبض والاعتقالات وسط المتجمهرين ، لماذا صمت الوالى بعدها ليذهب الى قسم الخرطوم شمال ويطلق تصريحات (شوفونية) وتلتقط له الصور وكأنه وقف بنفسه على اطلاق سراح المعتقلين وهذا تصرف لايرقى لمستوى مسؤول ووالى.
(4)
لا اعتقد ان الوالى بحاجة الى الاعلام بقدر انه بحاجة الى من يرشده الى ضرورة ضبط تصريحاته الهوجاء واحسب انه بتصرفه ذلك خسر جهاز الشرطة وسيخسر الكثير ولن يكسب الشارع بطريقته تلك فبدلاً من تطبيق المثل القائل (عينك فى الفيل وتطعن فى ضلو) كان الأجدى ان يقوم كل شخص بدوره ووقتها ان كانت الشرطة قد امتنعت عن تنفيذ اوامر النيابة ولم تتعامل مع الثوار الغاضبين على سلوك حمدوك لحدث مالايحمد عقباه ولحدث بمجلس الوزراء ماحدث بوزارة الشباب والرياضة بام درمان ابان المليونية الماضية لذلك بدلاً من تعليق الاخطاء على الشرطة يجب ان تتحلوا بالشجاعة ويقر الوالى بتورطه فى الامر وكذلك حمدوك الذى كان بامكانه تلافى كل ماحدث لو خرج لملاقاة الثوار وتسلم المذكرة وياريت الوالى كما يحرص على التقاط الصور من امام اقسام الشرطة يحرص على الاهتمام بالقضايا التى تهم انسان الولاية .
الانتباهة