الاخبار

ما لم يقله حمدوك (السودان يحتاج الى شعب )

376views

كل ما تحدث عنه السيد رئيس الوزراء لم يكن جديدا ولم يكن يعنيني لان الكل يعرفه ، ونحن ندرك ان الازمات التي تواجه حكومة الثورة منها ما هو متعلق بالخلافات السياسية بين مكونات حاضنتها ومنها ما هو خاص بمسارات الحوار حول السلام ومنها ما هو مرتبط باقتصاد منهار ودولة عميقة ، ولكني هنا ارى ان القضية في جوهرها متعلقة بالشعب نفسه الذي استطاعت الانقاذ وخلال ثلاثين عاما ان تحًول جٌل افراده الى انتهازيين وفسدة ومجرمين ،تارة باسم التمكين وتارة اخرى باسم الدين حتى اصبحنا مثل قطيع الذئاب الذي ينهش كل فرد من افراده مما يليه من الفريسة التي نسميها السودان ، واننا في واقع الحال شعب (رغوة ساكت) وموهومين باننا اصحاب قيم ومبادي ولكن ما ان نجري مسح شامل على ممارساتنا في كل المسويات حتي نكتشف اننا لسنا سوى مجموعة من القيادات السياسية الطفيلية على مر تاريخها باعت وتبيع لمن يدفع اكثر وتحارب بعضها بضرواة حتى ان تطلب الامر دفن قوت الشعب في الصحراء الكبرى ، ويعنيها بناءها الحزبي اكثر من بناء الدولة فتنحاز لمصالح الحزب حتى لو ادى ذلك الى ذبح السودان ، ما نحن الا مجموعة من الصحفيين والكتاب الذين لا يعبرون الا عن انتماءتهم السياسية ويدافعون عن من يضمن لهم مصالحهم الشخصية ، نحن نشيطن بعضنا بعضا ، ونحيك الروايات والقصص الكاذبة وما دفق البيانات التي تطالعنا كل يوم في وسائط التواصل الا من صنع الاعلاميين المؤيديين والمناوئيين، وكذا الحال وسط الموظفين والفنيين وخاصة مقدمي الخدمات العامة كالكهرباء والمياه واصحاب المخابز وغيرهم من عامة المستوردين والتجاربل حتى الباعة المتجولين الذين يقفون عند اشارات المرور ليعرضوا عليك (طقم كبابي) بخمسمائة جنيه بينما هو يعلم ان قيمته لا تتعدي الخمسين ثم يهرول خلفك لتقتنع بخمسة وسبعين.
ما لم يقله حمدوك هو اننا كمغتربين نتبرع للقومة للسودان عن طريق تحويل عبر السوق السوداء، ما لم يقله حمدوك اننا الشعب الوحيد الذي يجلس ربعه مع ستات الشاي ويمارسون السمسرة على انفسهم حتى يضاعف سعر السلعة عشرات المرات بينما هي لم تصل الي الميناء بعد، نحن سماسرة العربات ، نحن نجلس بالمئات امام مباني ادارات الاراضي والوزارات الخدمية فقط لنمارس الاعمال الطفيلية بينما الارض مهجورة ولا تجد من يفلحها، نحن السودانيين كلنا نعمل في تطبيق ترحال لانها الطريقة المثلي لجمع المال بطريقة سهلة وهي في الواقع لاتخدم الاقتصاد في شئ ، نحن من يحلب تنوك العربات ليبيع البنزين في السوق السوداء لاننا (فاضيين) ومستعدين للوقوف وخلق صفوف البنزين ، معظم الواقفين في صف البنزين هم واقفون لتحويله الي السوق السوداء ، نحن من يبيع الدقيق المدعوم .
تحدثنا كثيرا حول هذا الموضوع ولاننا ندرك انه لا مجال لاستجلاب شعب جديد ليسوطن هذه الارض فقد طلبنا ان تقوم الدولة بدورها في حماية المستهلكين من التفاقم الغير منطقي للأسعار خاصة فيما يتعلق بالمأكل والمشرب ولكن لا شعور ولا إحساس لمن تغازل، طلبنا فقط أنشاء أسواق لمنتجي الخضر والفاكهة ( ان وجدت) يتم فيها البيع المباشر للجماهير، طلبنا اتاحة الأسواق للمصانع حتى تتمكن من عرض منتجاتها من الصابون والزيت بأسعار معقولة للجمهور .
ما لم يقله حمدوك ان الاستثناء فيما ذٌكر قليل جدا وان عامة الشعب على استعداد لان يلتهموا بعضهم بعضا ، وبما ان الاسثناء لا يكاد يذكر وان المحتال والنصاب والانتهازي هو المعروف بالفهلوي والمفتح وان الامين والمخلص هو الموصوف بالغباوة والمسكنة لذا فإنه يجوز التعميم ، والسودان اصبح الان ارضا تحتاج الى شعب .

آخر لحظة

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

اثنان × ثلاثة =