إلى حمدوك وحماد .. غبيش تلتحم !
ليس مستغرباً أن تتفجر المواكب الهادرة وتلتحم لتقرر أن تكون صيوانا للإعتصام لنيل الحقوق ورد المظالم في تلكم المدينة الحالمة والوادعة ” غبيش الحبيبة ” التي ترقد على سهل الرمال المنبسط لكردفان حتى تخوم إقليم دار فور هذه المدينة التي ظلت تنتج وتعطي وتدعم كأبرز مورد من بين مدن غرب السودان ومحليات غرب كرفادن ومن أسف فهي لا تري النور ولا تضيء إلا ساعتين فقط خلال اليوم ليعمها الظلام الساعات الطوال فالكهرباء منعدمه دوماً حتى باتت مطلب شباب الثورة والصيوان ،
كما لم يساورني شك أن أولئك الشباب الأحرار داخل صيوان الإعتصام لن يستكينوا ولن يهدأ لهم بال حتى يتثنى لرئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك أن يعرف أن هناك مواطن منتج ومتقدم في الإنتاج بمدينة غبيش وهو الركيزة الأهم لمشروعة المطروح منذ توليه زمام الحكومة الانتقالية مشروع الإقتصاد الطبيعي القائم على الزراعة والثروة الحيوانية والإكتفاء الذاتي وهو يحتاج لأبسط الخدمات والتنمية الأساسية من ماء وكهرباء وصحة وتعليم ويتطلع في ظل ثورة ديسمبر المجيدة أن ينال مطالبه التي لا تعيي حكومة الولاية ناهيك عن المركز فطريق الأسفلت النهود غبيش المقرر إنشاءه قد توقف منذ فترة طويلة رغم قطع خطوات وكيلومترات عديدة في تشييده من قبل الشركة المنفذه فهو طريق حيوي وضروري يربط المركز بمناطق الإنتاج ويقلل عناء السفر والتنقل في الرمال المتحركة والمسافات والوهاد ويربط بين الشرق والغرب .
صيوان غبيش يا سادة ليس مجرد صيوان إعتصام تداعا له منتقمون أو بائدون أو متمردوا حركات شعبية كانت أو حركات كفاح مسلح لا وألف لا هو نموذج لثورة وعي تتخطى الأجندات السياسية والحزبية الضيقة هو غرس الحراك المتكئ على همة ووعي شباب الثورة السودانية ، فالمنطقة تمارس السياسة في أبهي صورها ورغم تجاهل الحكومات لها فهي ظلت ترفد المركز بقادة وقيادات يديرون دفة كثير من الشؤون السياسية لكبريات الأحزاب والمؤسسات وفيها نسيج مجتمعي متماسك لا تكبله حواجز وانتماءات وأيدولوجيات لذلك يخيب ظن ما يترصدون التكسب وراء صيوان الحقوق والمطالب ، صيوان تشارك فيه كل الكيانات والمنظمات والقطاعات المدنية وفي سماحة كردفانية أصيلة تعبر عن شعب كريم ولعل العاملون بالحقل الصحي والكوادر الطبية خير نموذج يقفون بأزيائهم البيضاء كقلوبهم ويسلمون مشاركتهم دعماً للحراك وفي تجرد ومثلهم قطاعات مختلفة بياطرة وتجار وعمال وموظفين ومحامين وأساتذة وطلاب ومواكب تنهمر من القري والأحياء والإداريات ولعل موكب ودمتقل القادم خير دليل وهكذا تمضي مسيرة صيوان الاعتصام لتشمل مشاركة كل إنسان مظلوم ومكلوم ومهمش في هذه المدينة .
التظاهرات السلمية والتعبير الثوري الراقي داخل الصيوان يا سعادة الوالي حماد عبد الرحمن شكل من أشكال التطورات المهمة جدًا التي شهدها السودان منذ بداية ثورة ديسمبر المجيدة وحتى هذه اللحظة ، إذ أنها تحلت منذ يومها الأول بالسلمية وحملت مطالب وقضايا مشروعة تحتاج إلى حلول وتدخلات عاجلة من قبل سلطات حكومة ولايتكم الموقرة قبل السلطات المركزية ، فهل يستحيل عليكم توفير وابورات كهرباء للمدينة توفر الكهرباء 12 ساعة على الأقل ؟ هل يتعذر تحقيق متطلبات الثورة في تعيين أكفاء على دفة المؤسسات والإداريات وتحقيق العدالة والمساواة في التنمية والخدمات ؟ هل تصعب عليكم متابعة الشركة المنفذة لطريق النهود غبيش ومراجعة ملفها وتوجيهها فوراً لبدأ العمل وإكمال الردمية والسفلتة الموجود من الطريق ؟ ، هل تخشون مقابلة مواطني المحلية والسماع لقضاياهم العادلة بدلاً من إختيار الهروب والبعد والتجاهل ؟ هل استطعتم تجاهل مطالب صيوان المجلد كما تجاهلتم صيوان غبيش ؟ هل تجدون مبرر لممارسة ما قامت الثورة من أجله فيما يتعلق بالظلم والتهميش وذل الشعوب ؟
الحال في مدينة غبيش لا يسر من منكم يعلم أن خمسة “رغيفات” بخمسون جنية وأن جوال السكر بخمسة ألف جنية وأن ماء الشرب يباع بأسعار لا يمكن كتابتها تفاديا للإحباط وشيل الحال هل يرضيكم أن يظل أهلنا يبحثون عن مياه الشرب ويدفعون لأجلها ثمناً باهظاً ووقتاً ثميناً ، المواد الغذائية ترتفع أسعارها ولا أحد يملك إحتجاجاً لا تصلها المواد والسلع المدعومة كما يتمتع سكان العاصمة فكل شيء معتم ومفقود ولا يوجد من يقول هاتوا حقوقنا ، الآن فقط قالها هؤلاء الشباب وهم يتوشحون شعارات لا تعرف الانهزام يرددون “ما بنبنيهو فرّادى ولا بالضجة في الرادي ولا الخطب الحماسية وطن بالفيهو نتساوى نحلم نقرا نتداوى مساكن كهربا ومويه تحتنا الظلمة تتهاوى نختّ الفجرِ طاقيّه وتطلع شمس مقهورة بخط الشعب ممهوره تخلي الدنيا مبهورة إرادة وحده شعبيّه”.
الى السيد رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك أن أبرز مسببات النزاعات وقيام الثورات بين الشعوب هو الظلم والتهميش وأنت تعلم أن المجتمعات النامية في الريف والولايات هي الأولى بالتنمية والخدمات وأولى بإهتمامكم كحكومة مركزية وما يجري من حراك ومواكب وإحتجاحات بالولايات مفاده أنكم تحتاجون لخارطة إصلاح في نظام حكمكم وإداراتكم المختلفة في الولايات خصوصاً ، غبيش مثلما تربعت ونالت شرف الوقوف الى جانب الثورة في بواكير إندلاعها بالبلاد وهتف ثوارها وكانوا ضرباً من النضال الآن تحتاج الى رد الجميل فهل تسمعوا هتافها وإحتجاجات مواطنيها .؟
الى السيد حماد عبد الرحمن والي غرب كردفان كان عليك سماع صوت مواطني محلية غبيش وجهاً لوجه بدلاً من الاعتماد على تقارير سياسية لا تعبر عن الثورة والمواطنين ولا تخدم المنطقة في شيء فمطالب المدينة عادلة وقليلة ومنطقية أرجو أن تكونوا كما تفضلتم به من قبل وأعلنتم وقوفكم على مسافة واحدة مع كل مواطني الولاية ومكوناتها القبلية فمصداقيتكم هي مثبت وركن أصيل من أركان ثورة الشعب التي تحكمون تحت ظلها .