
مُهر اتفاق السلام بين الحكومة والجبهة الثورية بشقيها بجوبا اول امس الاثنين، وخلت الاحرف الاولى للموقعين من اسماء رئيس الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.
فإلى اي حد يمكن ان يؤثر غياب الفريقين على مجريات السلام ؟ وما مدى إمكانية التحقاهما بركبه؟ .
يظل غياب حركتي عبد العزيز الحلو وعبد الواحد نور علامة استفهام، ورجاءً في انضمام الاثنين لاتفاق السلام،
الاتحاد الاوروبي دعا الفريقين للانضمام للسلام .
واورد بيان صادر عن الممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي اتفاق السلام بانه معلم مهم في عملية الانتقال الديمقراطي والاقتصادي الجارية في السودان ودعا البيان الحركتين للانضمام إلى جهود السلام لصالح المجتمعات المحلية التي تستحق الاستفادة من التغييرات الجارية في السودان، واردف بان هذا هو الوقت
المناسب لجميع أصحاب المصلحة السودانيين لتنحية خلافاتهم جانباً والبحث عن الصالح العام للبلاد وجميع السودانيين .
رئيس دولة جنوب السودان سلفاكيرميارديت وصف لدى مخاطبته احتفال توقيع السلام في جوبا اول امس الاثنين
غياب الحلو ومحمد نور بانه تحد حقيقي بالنسبة لنا ، ووعد بالعمل على استقطابهما ، وطالبهما بالعودة لطاولة المفاوضات ، واضاف نحن نؤمن بان الحل العسكري لقضايا السودان الداخلية ليس حلاً ، ونرفض العودة للعنف لحل هذه المشاكل .
في حديث للزميلة (المواكب ) دعا محمد نورلضرورة توافق جميع المكونات السودانية على إيجاد حلول ناجعة للازمات التي تمر بها البلاد ، وفي الوقت نفسه قلل من اتفاق سلام الاحرف الاولى ، وقال ان الطرفين ابتدعا (سلام المسارات ) ، الذي ليس من شأنه معالجة القضايا في مناطق الازمات ، معتبراً اياه فصلاً جديداً من المحاصصات لتوزيع المناصب ، ووصفه بانه مبني على ورق كغيره من الاتفاقيات السابقة ، وليس له علاقة بما يعيشه المواطن ، وعاد ليدعو الحكومة وجميع الاطراف بالجلوس لمخاطبة جذور المشكلة ،والعمل على حلها ، وزاد بان السلام عملية متكاملة وشاملة .
وفي نهاية يوليو الماضي طلب الحلو، بنقل ملف السلام من مجلس السيادة الانتقالي السوداني إلى مجلس الوزراء، الذي يرأسه عبد الله حمدوك، واكد في تصريح لقناة (اسكاي نيوز) أن الحفاظ على وحدة السودان مرهون بفصل الدين عن الدولة واحترام حقوق المواطنة، مؤكداً التزام الحركة الشعبية-شمال بمفاوضات السلام.وانتقد الحلو، خلال توقيع اتفاق سياسي مع تجمع المهنيين السودانيين، «أسلوب المفاوضات القائم على ما وصفه بالمحاصصة والبعيد عن مخاطبة القضايا الأساسية، وعلى رأسها فصل الدين عن الدولة وتعديل القوانين القائمة على أساس الدين والعودة إلى قوانين 1974 إلى حين تشريع قوانين جديدة،واعتبر الحلو أن عدم تصحيح القوانين والتشريعات «كان سبباً رئيسياً في فصل الجنوب عن الشمال»، وقال إنه «سيقود أقاليم أخرى إلى نفس المصير.
الخبير الامني اللواء (م) حسن ضحوي ذهب إلى ان وجود الحلو ونور خارج مظلة اتفاق السلام مؤثر لجهة ان الحركتين هما الاكبر على مستوى الحركات المسلحة،وكونهما خارج الاتفاق فهذا يُفقده مصداقيته، نظراً لوجود السلاح خارج دائرة السلام، واضاف في حديثه لـ( الانتباهة) ان الوضع الراهن يفيد ان الدولة ستنفق على السلام والحرب معاً، وهذه تكلفة عالية للغاية، ولفت إلى ان الحكومة تعجلت في امرين، الاول انها ذهبت لمؤتمر السعودية لدعم السلام دون خطة ودون اتفاق سلام، لذا فالتكاليف المالية لم تكن معدة لتساعد دول المؤتمر في توفيرها .اما الأمر الثاني فهو توقيع اتفاق السلام مع الجماعات الصغيرة غير الفاعلة، مؤكداً بان الحلو ونور يشكلان اكبر فصائل الحركات المسلحة، فالحلو لديه مناطق اطلق عليها اسم المحررة ، اما نور فحركته فاعلة جداً، ولديه قوات كبيرة وان كانت خارج السودان،وهي تقاتل مع اللواء خليفة حفتر ، وفي اليومين الماضيين خرّج له حفتر كتيبة تم بتدريبها مؤخراً. وفيما يتعلق بمدى إمكانية التحاق الطرفين بركب السلام قال ضحوي انه لم يسبق لنور ان استجاب لاي من نداءات السلام، والحلو ايضاً عندما زاره رئيس الوزراء في كاودا كان الاجانب من المنظمات الطوعية والمنظمات غير الحكومية إلى جواره ، مايفيد انه تآمر دولي على البلاد وليس مجرد تمرد، ووصف غياب الحلو ونور من دائرة السلام بغير الموضوعي ، ذلك ان الوضع الحالي يفيد ان البلاد لم تبلغ ولو مقدار (50%) من تحقيقالسلام .
اما المحلل السياسي فتحي العرضي فقد اشار في حديثه لـ( الانتباهة) إلى ان غياب الحلو ومحمد نور مؤشر لإعادة التاريخ لنفسه، فالسلام فرحة لم تكتمل، واكتمالها يتم بمشاركة كل اطراف مايسمى بحركات الكفاح المسلح، لذلك لابد من بذل الجهود اللازمة لعودة طرفي الغياب ، وانضمامها لمسيرة السلام . وفيما يتعلق بالتأثير الناجم عن غياب الحلو ونور قال انغياب اي طرف لا شك في انه مؤثر بصورة غير إيجابية على الارض ، فحركة نور لها وزنها ، وحركة الحلو ايضاً لديها وزنها ، وان كان التأثير على السلام ليس كبيراً ، لان خيار السلام بات هو الخيار الغالب ، والصوت الاكثر حضوراً، في الظرف الراهن، ورهن العرضي عودة الطرفين لمنصة السلام بالاستجابة لاشتراطات الاثنين، فلديهما مطلوبات معينة ، تعبّر عن رؤيتهما لتحقيق السلام.
وفيما يتعلق برؤية الحلو حول العلمانية او تقرير المصيرقال العرضي ان القرار في هذه القضايا يعود للشعب السوداني، الذي يوضح رأيه، من خلال استفتاء جماهيري او عبر حكومة منتخبة.
الانتباهة