الاخبار

هيثم كابو : صمت المخابرات!

138views

] نعم، لم تضِع دعوات أمهاتنا الصابرات سُدى؛ فلم يكن بينها وبين السماء حجاب، إنها دعوة المظلوم التي تُفتَح لها المغاليق، فهي أقوى من جبروت المدعي بالباطل؛ وأثقل من جريرة أكل المال الحرام؛ وأعظم من كبيرة قاتل النفس.. الأكف الصامدة ظلت مرفوعة تبتهل للمولى وسبحانه وتعالى ضراعةً آناء الليل وأطراف النهار.. أمهات مكلومات فقدن فلذات أكبادهن، وتقطَّعت أفئدتهن على أبنائهن الجرحى والمصابين والمُلاحقين والمعتقلين.. انتهكوا حُرمة المنازل، ودخلوا البيوت الآمنة ليرعبوا أهلها بحثاً عن صبي هتف في الشارع العام ضد الطغاة؛ ثم لاذ بالفرار عندما لعلع صوت الرصاص وتسممت الأجواء بالغاز المسيل للدموع.. اخترقت رصاصاتهم الغادرة أبواب منازل وأجساد رجال أفاضل كل جريمتهم في الحياة أنهم بأخلاق السودانيين فتحوا بيوتهم لإيواء فتيات هربن من بطش وتسلط من لا يرحم، و(دونكم ما حدث لشهيد بري معاوية بشير)..!
] لعنة الله على تلك الأيام التي لم يراعوا فيها لأمٍ تصرخ، أو أب يستغيث؛ وكانت سيطان الاستبداد تلهب ظهور الشباب أمام أعين الأسر، وتكربج الأبناء بلا رحمة، وكأنهم غرائب إبل.. لم نعرف عن (هيئتهم) غير التسلط؛ ولم نر من (عملياتهم) سوى القمع والترهيب والقتل والتعذيب.. الفيديوهات الوحشية وثقت لجرائمهم، ولأن كيدهم في نحرهم، فقد واجه بعضهم ذات الرصاص الذي أمطروا بوابل منه الشوارع التي هتفت لسقوط الطاغية.. فقط، الفرق بين من استشهدوا على أيديهم أنهم فتية أشاوس طلَّقوا متاع الدنيا (فعلاً لا قولاً)، وخرجوا للطرقات عُزل ينددون بالظلم ويحلمون بوطن تسكنه العدالة؛ وتظلله الحرية؛ ويحكمه القانون.. لم يخرجوا لتمرير أجندة خفية، أو دعماً لزواحف، أو (طلباً لزيادة اموال نظير انتهاء خدمتهم)، ناسين أنهم صموا اذاننا بأحاديثهم الكذوب عن زهدهم في المال، وعملهم نصرة للعقيدة، وتمكيناً للدين، وإنفاذاً لشرع السماء، و(لا لدنيا قد عملنا .. نحن للدين فداء)..!
] قبل أن يحدثنا الآن عضو مجلس السيادة الانتقالي محمد الفكي سليمان عن خضوع قرار إنشاء جهاز الأمن الداخلي لنقاشات جهات الاختصاص الفنية في الشرطة والمخابرات، بالإضافة لوزارة العدل التي تعمل على سن قانون الجهاز تمهيداً للدفع به لمجلس الوزراء، ثم الاجتماع المشترك مع مجلس السيادة الانتقالي، علينا أن نسأل عن المرحلة التي وصلت إليها عملية تسريح ومحاسبة أعضاء هيئة العمليات، ما هي العقوبات التي صدرت في حق أولئك الذين قادوا تمرداً عسكرياً عبر ثلاثة مواقع تتبع لهم قبل ثمانية أشهر لتعيش الخرطوم في حالة ذعر وهلع وأصوات الرصاص تسد السماء.
] لا أعرف سر التلكؤ الذي يسيطر على الحكومة الانتقالية في قضايا لا تقبل القسمة على التأخير، فقضية إنشاء جهاز أمن داخلي ضرورة قصوى يجب الإسراع في تنفيذها، فإن كان مجرد الإجراءات الفنية لجهات متخصصة تأخذ كل هذا الزمن، فكم من الوقت سنهدره في الإعلان عن شروط القبول؛ والمعاينات؛ والاستيعاب؛ والتدريب، والتأهيل، حتى تتخرج الدفعة الأولى لمزاولة عملها في سد الثغور، واستتباب الأمن، وتثبيت أركان الدولة، وحماية المدنية، وحفظ المكتسبات الثورية.
] ثمة تساؤلات مشروعة وعاجلة نوجهها للفريق ركن جمال عبد الحميد مدير جهاز المخابرات العامة، فمنذ التمرد العسكري الذي قاده أفراد هيئة العمليات الموؤدة، وتم إجراء تعديلات جذرية على مستوى قيادة الجهاز على خلفية تلك الحادثة الشنيعة لم نقرأ بياناً لجهاز المخابرات العامة يحدثنا فيه عن المحاكمات، وأين وصلت، والقرارات التي تم اتخاذها، والأعداد التي اكتملت عملية تسريحها، وهل حدث دمج لبعض أفراد الهيئة في قوات نظامية، وماذا عن طبيعة عمل الوحدات الأمنية الأخرى، ودورها في المرحلة الحالية، ومدى اسهامها الحقيقي في حفظ الأمن، وجمع المعلومات وتحليلها طيلة ما انقضى من الفترة الانتقالية.
نفس أخير
] من يبذُر الشوك لا يجني سوى الجراح..!

الانتباهة

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

اثنان × 4 =