رئيس المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير بكسلا : تصلني رسائل تهديد أنا وأســرتـي ولكـن .. !!

كيف تقرأ ما حدث بولاية كسلا ؟
= هذه الأحداث جاءت نتيجة تراكمات طوال الثلاثين عاما الماضية من عمر الإنقاذ وأكبر إرث خلفه النظام البائد في هذه الولاية هو العنصرية والجهوية والقبلية والتي مكن لها تماما وظللنا طوال هذه الأعوام نتعامل بمحاصصات قبلية وظلت المناصب الدستورية تؤتى من باب القبلية وبعد ذهاب النظام جاء بعده وال مكلف وجاءت به ضرورة المرحلة لأن يكون مكلفا ولو كان غير هذا الوالي لكنا نهضنا بالثورة.
] حديثك هذا يبدو مناقضاً للحراك الذي تشهده الولاية ؟
= من خلال هذا العام أقول لا وجود للثورة تماما ولم يشعر بها المواطن وما زال المؤتمر الوطني قابضا على كل مراكز القرار بدعم الوالي حتى يمكن لنفسه ويجهض هذه الثورة استطاع ان يبني جسما آخر سماه إعلان قوى الحرية والتغيير جناح الوالي السابق، واستطاع من خلاله التمكين للقبلية وإدخال عناصر لا صلة لهم بالثورة ودعمهم بكل الإمكانات اللازمة حتى يتمكنوا من تحطيم الثورة وتحطيم قوى إعلان الحرية والتغيير الذي ظل يمثل الثورة منذ بيان الـ 20 من يونيو 89.
] أنت متهم بدعم طرف على حساب آخر ما ردك ؟
= هناك قضايا كبيرة تمثلت في قضية الوجود الأجنبي باعتبارها قضية وطنية كان لا بد لنا أن نسير ونقنن الوجود الأجنبي وهنا لا نقصد قبيلة بعينها وكل أقوالي وحديثي ولقاءاتي الصحفية وغيرها تنفي أن نكون قد تناولت أو تحدثت عن قبيلة، بل تحدثت فقط عن الوجود الأجنبي وهذا الكلام أخرجته بعض الفئات وحولته الى عمل عنصري وان هذا وأنني أقصد من خلاله العنصرية.
] ربما كلمة حق أريد بها باطل ؟
= ليس كذلك لأن العنصرية هي أن تدعو الى قبيلتك ولكن لم أدع الى ذلك بل أدعو الى الوطن فإذا كانت العنصرية تتمثل في تقنين الوجود الأجنبي هي قضية فهذا يعني ان ما تم تنفيذه لحوالي 13 ألف سوري بوزارة الداخلية هذا يعني أن الحكومة غلطانة ونحن نمضي في ذات الاتجاه ولكن فقط نعمل على حفاظ سيادة البلد وحفاظا على هوية هذا الشعب ولم نطالب أكثر من ذلك.
] إذن ما هي الدوافع الأساسية التي قادت إلى الأحداث الأخيرة بكسلا ؟
= فيما يلي الأحداث الأخيرة والتي شهدتها كسلا كانت نتيجة لتعيين خاطئ لوال خاطئ حيث تم التعيين من جهة مجهولة الى الآن فلا هي حزب ولا هي قوة مدنية بل هي مبادرة، هذه المبادرة محدودة من شخصيات معينة لا يمكن أن تقدم واليا وان تترك كل الكيانات السياسية الناضرة من الأحزاب التي كانت في المعارضة ويأتون بشخص ويطلق عليها مبادرة المجتمع المدني هذه المبادرة موقعة في نداء السودان وقادها شخص واحد واستغربنا بعد أن ترك المركز قائمة بها 10 أشخاص ومن ضمنها قائمتنا بها 2 تكنوقراط وقد انحزنا الى الوثيقة الدستورية والتي تنص على ان الفترة الانتقالية تدار بالكفاءات تكنوقراط محايدين، ولكن كل ذلك تم تكسيره من قبل أحزاب لها غرض لمحاصصات وستضيع الثورة والتي ضاعت بالفعل وعجزت أن تصحح مسار حياة الناس ومعاش الناس، الآن وصل سعر الدولار نحو 210 مقابل الجنيه وانهيار تام في الخدمة المدنية وغلاء طاحن.
واضح من هم قام بتحريك هذه المسيرات حيث أنها قامت نتيجة لضغوط وتصر على ان يأتي الوالي المعين ليقوم بواجبه ولكن نحن كقوة وطنية وكحرية وتغيير تشمل 11 محلية اعترضنا على ذلك لعوامل كثيرة من ضمنها أن الوالي المعين غير كفؤ ولا يستطيع أن يدير هذه الولاية خلال الفترة الانتقالية وليس له تاريخ سياسي وليس له نضال في الثورة ولا كاريزما تؤهله إنما هو شاب صغير في السن ليست لديه أي تجربة ولم يمسك بقلم لا في شركة ولا هيئة ولا وزارة فقط من طالب مباشرة الى والٍ وكل ما يملكه أنه ناشط في الوسائط وهذا أمر غريب إضافة الى الإثنية التي ينتمي إليها هي جزء من المشكلة الأمنية بالولاية فلا يستقيم الظل والعود أعوج .
] لكن الجهات التي قامت بترشيحه تقول إنها لم تقدمه على أساس قبلي ؟
= الآن احتضنته الواجهة القبلية وإن كان تم ترشيحه من قبل الحرية والتغيير من خلال المبادرة التي ليست لديها أرجل لتقف عليها ولا قاعدة وهم يعلمون أنهم سيجدون سندا قبليا وهذا ما حدث بالفعل أما بقية المرشحين فقد تم من خلال أحزاب ليس لها أي لون قبلي غير هذا المرشح والذي اعترضت عليه كل الفعاليات الموجودة بمن فيهم 10 نظار وكل القبائل اجتمعت في الخرطوم وتوصلت الى أن الأمر يعتبر مهددا امنيا ومهددا للأمن القومي ولذلك هذه هي الديمقراطية إذا ارتضى بها المركز ونعلم أنها شمس محرقة لانها في ساطعة النهار ونعلم أن هذه الديمقراطية لا يتحملها كثيرون ولذلك فان المسيرات المؤيدة والمعارضة أخذت الطابع القبلي لأنه معلوم أن بدايتها كانت من قبل حاضنة الوالي الإثنية.
] من يتحمل تداعيات الأحداث ؟
= بلا شك يتحملها المجلس المركزي للحرية والتغيير حيث انه لم يدرس جغرافية الولاية ولم يدرس التحول الديمقراطي الذي حصل في الولاية ولم يدرس حساسية الولاية التي تقف على حدود ملتهبة وللأسف أخذ الموضوع طابع تحد فلذلك يجب ان يتحملوا المسؤولية الكبرى كان هناك 10 مرشحين ضمنهم من يستطيع أن يحكم دون ضوضاء فليس من بينهم من الهدندوة ولا النوبة ولا من البني عامر.
] هناك موقف مساند لصالح عمار من قبل رئيس الوزراء ما تعليقك ؟
= نعم هذا ما فعله ( اللوبي ) حول رئيس الوزراء ونأسف ما توفقنا في اختيار رئيس وزراء يستطيع أن يعرف ما يدور في داخل كواليسه شخصيا وما حوله مستشارين يريدون ان يفرضوا هذا الوالي لايدولوجية معينة هم يعرفونها جيدا ولذلك فإن رئيس الوزراء ومجلس السيادة يتحملان أيضا ما من إزهاق للأنفس وتدمير للممتلكات.
] هل كان هناك استهداف شخصي ؟
= نعم هناك استهداف شخصي تم حرق 2 فندق أملكهما من حر مالي فقط لأني أقف موقفا وطنيا وظللت خلال الـ 30 عاما أقف ضد نظام الإنقاذ وهؤلاء مع الإنقاذ سواء الوالي المكلف أم من بينهم من يتدثرون بثوب الثورة وهؤلاء لا علاقة لهم بالثورة ولنا منها نصيب في المعتقلات والسجون والتشريد
أحمل المسؤولية كذلك لمن تهاون من القوات النظامية الموجودة وقد تعرضت لخسائر تتجاوز ما قيمته 80 مليارا حيث تم حرق الفندق بما فيه من محتويات وأجهزة وتم إتلاف كل شيء وتم ذلك بحقد.
] هذا يعني ……………..؟
= نعم أصبحت مهددا في حياتي ووصلتني رسائل بالتهديد والى أسرتي كذلك وكل هذه الأشياء غريبة علينا في المجتمع السوداني ولا نعرفها فقد كنا نتعايش في طيبة ومحبة مع كل مكونات الولاية حتى وكل هذه الأشياء جاءتنا مع الإنقاذ وهي بالتأكيد وافدة من خارج الحدود.
] ألم تتخذ أي إجراءات قانونية ؟
= نعم شرعت في اتخاذ بلاغات وأحمل نتيجة كل ذلك للتهاون من قبل الأجهزة الأمنية بالرغم من أنني أخطرتهم بأنني مهدد وطالبت بحماية ولكن رفضوا.
] كيف تنظر إلى سوق كسلا بعد الأحداث ؟
= الآن صار مدينة أشباح ولكي تعاد إليه روحه مرة أخرى تظل مشكلة لان هناك مشاحنات فيما بين المكونات المتصارعة وكل يجاور الآخر، الآن السوق أفرغ تماما لا توجد به بضائع وكسلا الآن تعاني من مجاعة لا يوجد دقيق ولا سكر ووصل الكيلو لأكثر من 200 جنيه وغلاء طاحن لبقية السلع الضرورية بل ان هناك نزوحا من السوق وهناك هلع وعدم ثقة بين المكونات كلها صارت في كفة ومن يدعمون ن الوالي في كفة.
] أين يكمن الحل برأيك ؟
= يكفي لتولي المنصب مدير تنفيذي ولا نريد واليا في ظل الراهن حتى يخلق صراعا مجددا او أمين عام حكومة مكلف رجل قومي يدير هذه الولاية أو ان يتم تعيين والٍ ذي خلفية عسكرية حتى نخرج من هذا النفق المظلم لأننا ما زلنا في تخلف شديد جدا بولاية كسلا.
] كان هناك خيار لعدد من المرشحين كما ذكرت لم أغفل عنهم المركز ؟
= نعم جاءت ترشيحات كما ذكرت لك وتم طرحهم ولكن ظهر اللوبي الخطير لتكون النتيجة هذه الفتنة عندما أصروا علي الترشيح الوحيد من المركز وهو صالح عمار عندما عادت له الكرة مرة أخرى بعد المرشحين الآخرين لنفاجأ بهذا الإصرار العجيب وهذا ما أوصلنا الى هذا الخلاف والمشاكل.
] إذن ما المطلوب من الحكومة لإعادة الأمور إلي نصابها ؟
= على الحكومة أولا إقالة هذا الوالي والجلوس الى القيادات والمكونات بما فيهم مؤيدو الوالي وذلك للتوافق على والٍ من خارج الولاية على الدولة ان ترعوي ما حدث في كسلا ربما يحدث في باقي الولايات والسبب هو المركز سواء كان سياديا أو تنفيذيا أو حرية وتغيير جميعهم مسؤولون عن هذا الخلل والضعف الأمني نخشى على هذه الثورة أن تضيع من أيادينا.
الانتباهة