هددت أعداد من سكان جنوب الخرطوم وام درمان بالاعتداء على مشرحتي (بشائر) و(ام درمان) وهدد ثائرون بحرق الاولى وذلك بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث من المشرحة والتي لوثت سماء الخرطوم ، حينما تطقست وأجريت صولاتي وجولاتي علمت ان الروائح الكريهة التي تنبعث هي نتاج تكدس نحو (900) جثة بالمشرحتين وهي لمن لا يعلم جثث لمجهولي الهوية وليست جميعها لمفقودي فض الاعتصام فمن الذي أعطى النائب العام حق احتجاز جثامين بشرية وعدم التصريح بدفنها بحجة البحث عن ذويها علماً ان السودان بلد متطور ايها النائب العام ودونك الادارة العامة للأدلة الجنائية وهي ادارة شرطية متخصصة في فحص الحمض النووي والاحتفاظ بالاحماض النووية لاكثر من الف شخص ولهذه الادارة باع طويل في مجال أخذ عينات مجهولي الهوية لمئات الموتى ولعل حوادث الطيران التي شهدها السودان تشهد بالدور الفاعل الذي تقوم به تلك الادارة، فما المانع من أخذ عينات حمض نووي لتلك الجثث والاحتفاظ بها ومن ثم دفنها لإراحة المواطنين والحفاظ على كينونة وآدمية الموتى الذين تقبع جثثهم كألواح الاخشاب السوداء متكدسة بعضها فوق بعض داخل ثلاجات المشارح المنكوبة تلك .
حسب معلوماتي فان لجنة المفقودين التي كونت برئاسة الطيب العباسي أقال نائبها العام رئيس نيابتها مهدي عبدالله وترك مقررها وكيل النيابة النشط احمد سليمان والذي تجد اسمه في عدد لا يستهان به من اللجان المشكلة وكأنه وكيل النيابة الوحيد في السودان ونجد ان لجنة المفقودين تلك ضمت عددا من الشخصيات الأعضاء وابرزهم البصيري وآخرون، تلك اللجنة ياسادة لا اعتقد انها قامت بدراسة ملف كل جثة وملابسات الوفاة لأنها لو كلفت نفسها عناء الاطلاع وفعلت ذلك الإجراء لما احتفظت بكل تلك الجثامين بتلك الطريقة البشعة، فقطعاً ليست كل تلك الجثامين لمفقودي الاعتصام فهنالك أعداد كبيرة لمتوفين مجهولي هوية اجانب وآخرون لقوا حتفهم فى الشوارع العامة وآخرون تم احضارهم من مستشفيات وهكذا فلماذا تصر اللجنة على الاحتفاظ بكل ذلك الكم الهائل من الأجساد الآدمية داخل ثلاجات تلك المشارح وجميعنا يعلم ان مشارحنا السودانية ليست ذات التطور الذي تشهده مشارح العالم اضف الى ذلك ان مساحاتها صغيرة وانها لا تتسع ولا تكفي لكل تلك الأحجام من الجثث ،وحالياً لم يتبق سوى مشرحة ام درمان تعمل وهي الأخرى مهددة من قبل المواطنين .
أين انت ايها النائب العام ولماذا لا تكن شخصاً ايجابياً وتصدر أوامرك بدفن الجثث حفاظاً على حرمة الموتى واقول لك انا شخصياً ان الأوضاع المزرية التي تعاني منها المشرحتان تتنافى مع القوانين الدولية والمواثيق المتعارف عليها في الحفاظ على الجثث الآدمية وقسماً ان قامت منظمة عالمية واحدة فقط بزيارة مشرحتي بشائر وام درمان فانا أبشرك باجراءات عالمية وإدانات وردود أفعال أخطر من وضع السودان في قائمة الدول الراعية للارهاب وسيكون السودان في اولى قوائم اسوأ الدول معاملة للموتى ومن هنا انا أقدم الدعوة لكل وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية لزيارة مشارح الخرطوم وإعداد تقارير حول حالات تكدس الجثامين .
لدى بعض الاسئلة أطرحها على مقرر لجنة المفقودين وكيل النيابة احمد سليمان كم مفقود لديك ؟؟ وهل انت قادر على ايجاد مفقوديك الآن وسط كل ذلك الكم الهائل من الجثث المتعفنة والمتحللة ؟؟ هل كلفت نفسك عناء الاطلاع على محاضر كل تلك الجثث والوقوف على ملابسات وفياتها ؟؟
أخشى يا أيها النائب العام ان تكون الحكاية لا تخرج عن اطار المجاملات لبعض أسر المفقودين وليس جميعهم ونطالبكم عاجلاً ان تصرحوا بدفن تلك الجثث حفاظاً لما تبقى من حرمات الموتى خاصة وان عددا كبيرا من تلك الجثامين لا علاقة لها بفض الاعتصام وانها محتجزة جزافاً ..
سنعود إليكم مجدداً ونفتح الكثير من الملفات وملف (ام ….) ولسة الجاي كتير وده غيض من فيض.
الانتباهة