الاخبار

الطيب مصطفى : المستهبلون!

183views

وبمنتهى قوة العين وقلة الحياء يواصل الحزب الشيوعي من جديد بلطجته واستهباله الذي خادع به كل القوى السياسية وسرق به الثورة وفرض نفسه على المشهد السياسي بل وعلى المجلس العسكري الذي رضخ له وسلمه السلطة على طبق من دهب!
كانت ثورة شعب لكنه إعتلاها وإختطفها رغم ضعف جماهيريته وها هو البوم يواصل ذات المكر والاستهبال القديم ويدعو إلى مسيرة في التاسع عشر من هذا الشهر حتى بعد أن أنفض عنه السامر جراء فشله الذريع في إدارة البلاد من خلال حكومته التي خربت على الناس دينهم ودنياهم.
إنه ، ورب الكعبة ، يمارس الاستهبال في أبشع صوره من خلال لعب دور الحكومة ودور المعارضة في وقت واحد ..تلك الميكافيلية اللا أخلاقية التي وسمت سلوكه البغيض منذ النشأة في أربعينيات القرن الماضي.
ظل الحزب الشيوعي يتولى السلطة التنفيذية من خلال مجلس الوزراء الذي يسيطر على مفاصله والخدمة المدنية التي إحتلها بالكامل ، وبالرغم من فشله الذي سارت به الركبان والذي أحال حياة الناس إلى جحيم لا يطاق يدعو اليوم إلى تسيير مليونية رفضاً لتغيير حاضنة (قحت) التي كان يسيطر عليها ويحكم بها الدولة ، والتي ترجلت عنوة بعد أن عاد شركاء السلام الذين جاءت بهم إتفاقية جوبا وأنخرطوا في حاضنة جديدة ضمت كل المشاركين في هياكل السلطة (المكون العسكري وقحت وحركات إتفاق جوبا ورئيس الوزراء) وسميت بمجلس شركاء الفترة الإنتقالية.
يغضب الشيوعي ويلطم الخدود ويشق الجيوب ويصدر بياناً يهاجم فيه المكون العسكري والجبهة الثورية لتكوينهما مع تابعته (قحت) حاضنة جديدة أنهت إنفراد الشيوعي بالسيطرة على (قحت) ، بل ويسمي ذلك إنقلاباً ويدعو الجماهير التي أجاعها و(طلع روحها) وخرب عليها دينها ودنياها ، يدعوها للخروج لنصرته ، فبالله عليكم اليس باطن الأرض خير من ظاهرها؟!
قال بيان الشيوعي: ( إن الأمل قد خاب في إنحياز قادة الجبهة الثورية لسلام شامل ولقضايا ضحايا الحروب في مناطق النزاعات).
ووصف البيان الشيوعي العسكر بأنهم حصان طروادة الذين يحيكون مؤامرة إنقلابية مع حلفائهم القدامى والجدد من الحركات المسلحة.
العجب العجاب أن (تفنجط) قحت و(يفنجط) رئيس وزراء الغفلة وأيقونة الفشل والشيوعي القديم حمدوك ، ويعلنا رفضهما للحاضنة الجديدة ، بتاثير من الحزب الشيوعي بالرغم من أن الشيوعي خرج من قحت معلناً رفضه لإتفاق السلام ولتعديل الوثيقة الدستورية الذي تم في إجتماع حضره المجلسان السيادي والوزاري بعد أن إقترحت قحت تكوين مجلس شركاء الفترة الإنتقالية وقدمت ممثليها الثلاثة عشر الذين تم ضمهم للمجلس!!!
ثم (تفنجط وتخرخر) قحت وحمدوك حول صلاحيات مجلس الشركاء الجديد بالرغم من أن المادة (80) المضافة للوثيقة المجازة من المجلسين نصت على تلك الصلاحيات وهي لا تختلف عن صلاحيات (قحت) التي ما كانت تتمتع بالشمول والكفاءة التي يتمتع بها مجلس الشركاء
الجديد ، والتي كان حمدوك ينتظر تعليماتها على أحر من الجمر ويشكو من تأخرها في رفده بالبرنامج الاسعافي الذي تريد منه الإلتزام به!!!
ويتحدث حمدوك وقحت بلا أدنى خجل ، بلسان الحزب الشيوعي بالرغم من خروجه من (قحت) ، عن عدم تمثيل المرأة والشباب!
ماذا تقولون بالله عليكم حول هذه البلطجة ؟!
أود أن أسال هؤلاء المستهبلين : هل تظنون إننا عبطاء تسيل الريالة على صدورنا ؟! ألم يكن بأمكانكم أيها المستهبلون أن تعيٌنوا كل ممثليكم من فئتي الشباب والمرأة أم أنكم تستكثرون مواقعكم الثلاثة عشر التي تتصارعون عليها تصارع الوحوش الضارية ،على تلكم الفئتين اللتين تتاجرون بهما رغم إحتقاركم وتجاهلكم لهما؟!
ثم إنه بالرغم من أن الشيوعي هو المسؤول عن المعيشة الضنك التي يكابدها المواطن الغلبان يتجرأ ليدعو الجماهير المنكوبة للخروج لمؤازرته!
بدلاً من أن يخرج الشعب الذي يعيش حياة الجوع والقهر والذل التي لم يشهد مثلها منذ الاستقلال ليطالب بالعيش الكريم ، الذي حرمته منه حكومة الحزب الشيوعي سيما وقد تضاعفت الأسعار أكثر من عشر مرات وأمتهنت كرامته وكرامة حرائره في صفوف الخبز والوقود والغاز يطلب الحزب الشيوعي من الشعب في قلة حياء بل وقلة أدب أن يخرج لنصرته!
بالله عليكم الم يئن الأوان لهذا الشعب أن يخرج ليوقف ذلك العبث والخداع عند حده ؟!
أما كفانا أيها الناس صمتاً وسكوتاً بل وإنسياقاً خلف أولئك السفهاء الذين خربوا علينا ديننا ودنيانا!
آن الآوان من زمان لأن نوقف ذلك الاستهبال الذي ظل الحزب الشيوعي يمارسه على شعبنا الصابر ، تارة بلعب دور الحكومة التي يمسك بخطامها وتارة أخرى بورقة المعارضة مقسماً الدورين بينه وبين واجهاته السياسية التي برع في تشكيلها ليخادع بها الشعب مستخدماً شتى الأساليب اللا أخلاقية ،حكماً ومعارضةً وتآمراً وحقداً وكيداً ..ذات ما ظل يفعل طوال تاريخه المحتشد بالمكر والدهاء والتآمر منذ إعتلائه خشبة المسرح السياسي السوداني الذي دخله كما يدخل الشيطان الرجيم ، فقد شهدنا ذات الممارسات في أعقاب ثورة أكتوبر 1964م وكذلك عقب ثورة أبريل 1985م أما اليوم فقد فعل ذلك الحزب جراء بعض المتغيرات الظرفية ما لم يشهده السودان منذ العهد الاستعماري.
فات على الحزب الشيوعي وهو يدعو إلى مليونيته الجديدة أن الأمور لم تعد كما كانت في السابق حين كان الشيوعي صديق يوسف (يصرف) التعليمات للجنة إزالة التمكين بأن (تحسم وتردع) من يخرجون للتظاهر ضد حكومته كما حدث قبيل مسيرة الثلاثين من يونيو الماضي والتي أعتقل من أعلنوا المشاركة فيها سلما لمعارضة حكومة (حرية سلام وعدالة!!!) حيث زج بهم منّاع في السجون التي لا يزالون يقبعون فيها ، وأذكر منهم على سبيل المثال الشاب راشد تاج السر الذي لم تشفع له عملية القلب التي أجريت له ليطلق سراحه ، وعدداً من الشباب الأخرين ..أقول : هذه المرة سيخرج في مسيرة ومواكب 19 ديسمبر من أنضموا للسلام لتأييد مجلس شركاء الفترة الإنتقالية سيما وأنهم باتوا جزءً من السلطة ولا يستطيع منّاع ووجدي صالح وودالفكي والبقية إعتقالهم .
في هذا الصدد أود ان أذكر بتصريح التجاني السيسي رئيس مبادرة تحالف نهضة السودان الذي (حذر من مغبة الدعوة للخروج للشارع لمناهضة مجلس شركاء الفترة الإنتقالية لأن ذلك قد يؤدي إلى صراع بين الأطراف المختلفة لأن الشارع لم يعد واحداً).
آن الأوان للحزب الشيوعي أن يعلم أن خدعة الشارع لم تعد تنطلي على أحد وأن الشباب والصبية الذين يحشدهم من حين لآخر ، وكثير منهم لا يعلمون ما يخرجون من أجله ، لا يعبرون عن الشعب المكتوي ببلطجتهم واستهبالهم وخداعهم. وأقول للشيوعي :لو كنتم تظنون أنكم تعبرون عن الجماهير فلتطالبوا بالإنتخابات اليوم قبل الغد وسترون حجمكم الحقيقي في وجدان هذا الشعب الذي لطالما ركلكم بالأقدام لأنكم لستم منه ولا تعبرون عن هويته وقيمه وتقاليده.

الانتباهة

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

5 × أربعة =