الاخبار

أحمد يوسف التاي : أبشروا بهـذا الإنجــاز

153views

(1)
الذين يدركون قيمة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والذين يعرفون حجم الأضرار التي انطوت على استمرار وجود السودان في هذه القائمة الظالمة سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وأمنياً واجتماعياً ونفسياً، والذين يُدركون حجم المصاعب والمتاعب والعقبات التي قيدت بلادنا بسلاسل من حديد ومنعتها من الانطلاق والتحلق في فضاءات التنمية والنهضة جراء هذه القائمة السوداء، هم أيضاً من يدركون عظمة هذا الإنجاز لحكومة حمدوك ، ولو أن كتاب حكومة حمدوك احتوى فقط على هذا الإنجاز العظيم خلال الفترة الانتقالية لكفاها ذلك..
(2)
سنظل نكرر أن حكومة حمدوك فشلت في إنهاء صفوف الخبز والوقود والتحكم في سعر الصرف ولجم الضائقة المعيشية وانفلات السوق، لكن خطوة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب إنجاز حقيقي يليق بعمل رجال الدولة وإنجازاتهم لما سيترتب عليه من فتح آفاق جديدة للعبور بالبلاد من حالة الضيق إلى سعة الطريق، ويفتح للأمل أبواباً لتجاوز كل الصعاب .. وفي ظني أن هذه الخطوة ستكون هي اللبنة الأولى في بناء مشروع السودان النهضوي العظيم والاستقرار والتنمية، وهذا الإنجاز في رأيي سيعمل على استعادة ثقة الشارع في رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وتأييده له..
(3)
انجزت حكومة حمدوك مسألة رفع العقوبات الأمريكية، والآن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب وهي خطوة ستضع حداً فاصلاً للديون الخارجية وفوائدها القاتلة تلك الآلية الجديدة لاستعمار الدول فإذا تحررت بلادنا من الديون الخارجية وفوائدها تكون قد أغلقت أكبر مداخل الاستعمار بوجهه الجديد ،حدث هذا الإنجاز في ظل ظروف سياسية واقتصادية وأمنية معقدة للغاية، فقوى الحرية والتغيير التي يفترض أنها الحاضنة السياسية لحكومة حمدوك والتي يجب أن تكون سنداً وعضداً لها باتت هي الأخرى أكبر بؤرة للمعارضة وأكبر مخذل وتقوم بأدوار التفتيت والتشتيت على نحو عجز عنه المتآمرون على الثورة، والمكون العسكري بالمجلس السيادي بما يبرز منه من تقاطعات وحالات تغول على سلطة الجهاز التنفيذي هو الآخر لعب دوراً في تعويق حكومة حمدوك، هذا علاوة على الحرب الخفية التي يديرها الفلول بطرق مختلفة وغير ظاهرة…
أما التهريج الإعلامي الذي أسرف في النيل من حمدوك والإساءة إليه وتجريحه بعبارات السخرية والسب والشتم فتلك حملة كان لها دور بارز في تشويه سمعة كل أعضاء حكومة الثورة وليس حمدوك وحده، فنقد الأداء الحكومي لا يعني الإساءة لرموز الحكومة والنيل منهم بعبارات التجريح والإساءة، وسط كل تلك الأجواء التي تضع المتاريس والعقبات جاء ذلك الإنجاز العظيم مما يبشر بأن القادم أحلى..
(4)
لكن أعود وأقول إن أكبر معوق لحكومة حمدوك هي حاضنتها السياسية التي لم يتعلم قادتها بعد كيف يكونون رجال دولة بحق وكيف ينظرون إلى ما هو استراتيجي ووطني، كيف يتحررون من صراعاتهم على المواقع ومحاصصاتهم والمعايير الموروثة من المؤتمر الوطني المحلول…
حمدوك دائماً يذكرني الإمام الصادق المهدي في هدوئه وديمقراطيته وعدم الالتفات لمهاجميه وشاتميه والمسرفين في الإساءة إليه، وكلاهما يصفه الخصوم بالضعف والتردد، بينما يصفهما المؤيدون بأنهم ديمقراطيون أكثر من اللزوم……اللهم هذا قسمي فيما املك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين.

الانتباهة

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

8 + أربعة =