التصريحات التي ادلي بها رئيس وفد التفاوض الحكومي بجوبا نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول محمد حمدان دقلو حميدتي ( سنحقق السلام في السودان ودولة جنوب السودان ) لم يكن تصريحا ناتجا عن فراغ او شعارا للاستهلاك السياسي وانما كان نتاجا لعمل دؤوب وشاق وجهد كبير تم علي ارض الواقع حتى يجعله يقول مثل هذا التصريح الواثق والممتلئ ايمانا بقرب الوصول لاتفاق سلام نهائي شامل ينهي الحرب اللعينة التي عانى منها شعبي البلدين وهاهو الجنوب تمضي دولته الي السلام بعد جهود كبيرة قادها الفريق اول حمدان في الوساطة بين اطراف النزاع التي تمتد بينه وبينهم العديد من الاواصر والعلاقات فكان خير وسيطا للسلام للتقريب بين طرفي النزاع في دولة جنوب السودان وجد الاشادة والامتنان من كل مكونات دولة جنوب السودان والدول ومجموعة الايغاد الراعية لعملية السلام في دولة الجنوب . اما منبر جوبا للسلام بين الاطراف السودانية لانحتاج فيه الي كبير عناء لبيان المجهودات الكبيرة التي بذلها القائد حمدان حتى يكون مثل هذا التصريح وهذه البشارة ممكنة في المشهد السياسي السوداني رغم العوائق والمتاريس التي يضعها البعض امام عملية السلام الا انها تجاوزت كل ذلك باكتساب الطرفان للثقة المتبادلة وتجسير فجوتها نتيجة للاعمال العظيمة التي اشاعت الاطمئنان في نفوس حركات الكفاح المسلح تجاه رئيس وفد التفاوض الحكومي القائد حميدتي التي بدات برحلاته المكوكية بين دول الجوار لتمهيد الاجواء الداعمة لعملية السلام بما جعل وفود حركات الكفاح المسلح تترى الي العاصمة الخرطوم لتؤكد حقيقة التصريح ( البشارة ) التي اطلقها حمدان من قرب تحقيق السلام وانه بات وشيكا – علي الرغم من رؤية البعض علي البطء الذي تسير به عملية السلام بجوبا الا انها تمضي نحو الافضل دون اي انتكاسة بفضل هذه الجهود التي سوف يخلدها التاريخ فيما بعد من اجل العمل للسلام . ومن الاشارات الموضوعية لهذا التصريح تليين المواقف لحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور التي كانت علي الدوام ضد اي منبر للتفاوض فهي الان اصبحت تتحدث عن السلام وان رافق الدعوة الانتقال بالمنبر الي الداخل ، الا انه يظل تغييرا ايجابيا في دعم عملية السلام ، وتظل علي الاقل من الامور التي يمكن التباحث حولها . وليس اخر هذه الشواهد الموضوعية علي واقعية التصريح وصدقه ، ذلك اللقاء الودي الذي جمع بين القائدين حمدان والحلو ومارافقه من تصريح ايجابي حول طبيعة الحلو وارادته للسلام . ولا ننسى ان نذكر ضمن كل هذه الشواهد والمشاهد الزيارة التاريخية لرئيس مجلس الوزراء الانتقالي حمدوك الي ( كاودا ) مقر الحركة الشعبية جناح الحلو وما تعكسه من دلالات التطبيع الحقيقي بين الحكومة الانتقالية والحركة التي تتواصل جولاتهما التفاوضية بجوبا ، كلها مؤشرات تؤكد صدق التصريحات التي ادلى بها القائد حمدان رئيس وفد التفاوض الحكومي بجوبا وانها مع غيرها من المؤشرات الاخرى تبين ان التصريحات لم تنشأ عن اوهام رغائبية وأمنيات واحلام وانما عن وقائع ودراسة ونظر وتفاهمات حقيقية وعمل مثابر من اجل تحقيق السلام الذي ينتظره كل الشعب السوداني بلهفة وشوق .