الاتفاق الذى توصلت اليه الحكومة مع الحركة الشعبية جناح مالك عقار يعتبر خطوة اساسية نحو مصالحة شاملة في السودان، وبات واضحا للمراقبين ان الجهود التي يبذلها رئيس وفد التفاوض الفريق أول محمد حمدان دقلو النائب الأول لرئيس مجلس السيادة تمضي بخطوات ثابتة نحو ترسيخ السلام في السودان وخاصة مناطق الحروب، حيث أكد الفريق دقلو في أكثر من مناسبة جدية الحكومة والتزامها بانجاح عملية التفاوض وقد أظهر دقلو كقائد يتحلى بالمرونة والصبر ادراكه لاهمية السلام الأمر الذي سمح له بإذابة الجليد بينه وبين حركات الكفاح المسلحة، التي بدورها التقطت الخيط وقدمت تنازلات عدة لتيقنها من أنه لا سبيل أمامها سوى أن تجنح للسلام. الهجوم والسباب الكبير والنقد الذي أظهره البعض في كتاباتهم ضد الاتفاق والتقليل من شأنه يؤكد ان رئيس وفد التفاوض الفريق دقلو يعمل من اجل مصلحة السودان وتحقيق الأمن والأمان لشعبه وبالتالي تتجلى إرادة السلام وتوفرها لدى الأطراف من خلال ثقة حركات الكفاح المسلح وأبناء الهامش في رئيس وفد التفاوض ونائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو ما انعكس على قيادات الحركات الذين عكسوا رغبة شديدة من قبل المواطنين في إنهاء الصراعات الماضية في ظل أوضاع اقتصادية وتنموية صعبة جدا خاصة وأن حركات الكفاح المسلح، كانو يقاتلون جميعآ النظام البائد وهو قد ذهب غير ماسوفا عليه وتبقت حقيقية السلام كامر واقع وشعار من شعارات الثورة مطلوب تحقيقه على أرض الواقع وترجتمته في شكل برامج عمل تفتح الطريق إلى وصول قوافل الإغاثة الإنسانية للمتاثربن بمنطقة النيل الأزرق وجنوب كردفان وإتاحة الفرصة لمواطني المنطقة من وضع تشريعاتهم الخاصة بهم، فضلاً السماح بعودتهم الي مناطقهم وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية لهم. ويشكل الاتفاق قوة دفع سياسية بالأساس لأنها تمهد لدخول عبدالعزيز الحلو في المفاوضات أيضاً وتخليه عن شرط علمانية الدولة الذي أشهره في وجه الحكومة الانتقالية. وتحاول الحكومة الانتقالية أن تغلق ملف المنطقتين بينما تتخوف حركة الحلو من حديث ياسر سعيد عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال إن الحركة ستتوصل إلى الاتفاق الكامل مع الخرطوم بعد التوقيع على الاتفاق الأولي وستصبح جزءا من النظام الجديد في الخرطوم. وأوضح أن بنود الاتفاق تسمح لكل من جنوب كردفان والنيل الأزرق بسن قوانينها، ويهدف الاتفاق أيضا إلى حل النزاعات المستمرة منذ وقت طويل حول الموارد مثل الأراضي. وقال عرمان إن الاتفاق يهدف بجانب ذلك إلى توحيد جميع الفصائل المسلحة المختلفة والقوات الحكومية التي تخوض الصراعات المتعددة في السودان في جيش واحد.