شهد سوق العملات الأجنبية اليوم في الخرطوم تراجعا طفيفا في أسعار الدولار مقابل الجنيه وذلك بسبب ما راج من أحاديث حول لقاء البرهان ونتنياهو في مدينة عنتيبي اليوغندية حيث اشار بعض تجار العملة الي ان الدولار سجل إنخفاضا خفيفا من ٩٨ الي ٩٧ جنيه. وهذا ان دل على شئ إنما يدل على أن سوق العملات يعتمد في حركته على الشائعات وسط تجار العملة وليس على تقاليد وسياسات اقتصادية مؤسسة وراسخة . وقال د. عماد جامع الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بالجامعات السودانية ان هذا التراجع سببه ظن بعض التجار انه في حال تطبيع العلاقات السودانية مع إسرائيل فإن ذلك سيفتح الطريق لإزالة إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات الإقتصادية الأمر الذي سينعكس إيجابا علي وضع الاقتصاد الوطني من خلال تدفق الإستثمارات الأجنبية للسودان وفتح السوق السوداني للشركات متعددة الجنسيات وهو ما سيؤدي الي انهيار سوق العملات الأجنبية . وقال جامع ان السوق الموازي للعملات لايزال يقع تحت تأثير الشائعة مبينا أن هذا السوق شهد تقلبات كبيرة خلال الخمس سنوات الأخيرة وذلك بسبب السياسات الإقتصادية الخاطئة التي كان قد وقع فيها النظام البائد والتي قادت في النهاية الي سقوط الحكومة السابقة واضاف قائلا ” الوضع لايزال على ما هو عليه رغم حدوث تغيير في البلاد حيث لاتزال وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي تتخذ قرارات غير مدروسة مما فاقم من الأوضاع الاقتصادية في البلاد”. وأوضح الخبير الاقتصادي ان معالجة ارتفاع سعر الصرف يكمن في توجيه موارد البلاد نحو القطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والصناعة والثروة الحيوانية وذلك بغرض زيادة الصادرات لترجيح ميزان المدفوعات لصالح السودان الأمر الذي سيسهم في توفير النقد الأجنبي في بنك السودان لمقابلة إحتياجات البلاد من المشتقات البترولية والأدوية والسلع الاستراتيجية.