أتابع عن كثب الآن الترتيبات الجارية لابتعاث لواء كامل يضم مجموعة من ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة الذين يجرى إرسالهم للمشاركة في العمليات القتالية لصالح قوات التحالف (عاصفة الحزم) في اليمن أو السعودية ، هذه القوات سيتم إرسالها بعد أيام أو أسابيع قليلة لتنضم إلى قوات التحالف في وقت نرى فيه أن الفشقة هي الأحوج لتلك القوات نعم فالشكاوى متكاثرة وبنو جلدتنا من المزارعين يتعرضون لاعتداءات متكررة من قبل القوات الإثيوبية التي تشن غارات يومية وعمليات نهب تستهدف المزارع والآليات وعمليات الحصاد بتلك المناطق وأحسب أن أحد أهم أسباب الاعتداءات المتكررة هذه قلة إعداد قوات الجيش السوداني المشارك في تأمين الحدود السودانية الإثيوبية فليس من الصعب تحرير منطقة، ولكن الأصعب هو كيفية الحفاظ عليها عقب استردادها، تزعمون بأنكم قادرون على بسط هيبتكم والحفاظ على أمن المنطقة وللأسف من شدة قلة القوة نجدها تعمل بنظام الدورية، فتقوم بتمشيط المنطقة وفور الخروج منها تعود إليها القوات الغازية وهذا ينافى تماماً قواعد الحرب وحفظ السلام فمن أهم قواعد الحروب أن يحافظ الجيش المنتصر على الأراضى التي قام بتحريرها أو الاستيلاء عليها وذلك من خلال تأمينها بصورة دائمة تتمثل فى تعيين قوات مهمتها حفظ السلام والأمن بالمنطقة ومنع الغزاة من محاولة العودة إليها أو الاعتداء عليها أو على سكانها نهائياً . طالما أن الجيش أمامه مهمة عظيمة وهى مهمة تحرير أراضى الوطن واستردادها وأمامه قضية مفصلية ومحورية وهي قضية ترسيم الحدود وتحديدها والتي قد تجلب مشاكل كبرى وقد تجر المزيد من الحروب للبلاد فلماذا يشارك الجيش السودانى في حروب ويحارب بالوكالة لصالح دول أخرى في حين أن أراضيه مغتصبة ومستباحة ويعجز عن الإتيان بحق وطنه ومواطنيه . إننا كممثلين للشعب السوداني وبحق كل من يناصرنا ويساندنا من أبناء الشعب ارتأينا أن مشاركتنا في الحروب لصالح دول أخرى لا تعني سوى الارتزاق كما أنه لم تسفر مشاركاتنا مع تلك الدول عن أية نتائج لصالح بلادنا كما أنه لم تشفع لنا مشاركتنا في دعم اقتصادنا ويتجلى ذلك من خلال انهيار وتدهور العملات المحلية مقابل الأجنبية وأيضاً لم يقف الحال عند ذلك بل حاولت دول مساومتنا فى أرضنا وحدودنا فى محاولة بائسة للسيطرة على أراضينا ومنحها لإثيوبيا مقابل حفنة من الدولارات لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تحل ضائقة ولقد ظللنا نتابع حالة الاستهوان التي يجدها السودان من الدول التي ظل يخضع لها منذ عقود دون أي احترام من قبلها وطالما أن البلاد لن تستفيد من المشاركة في مثل تلك الحروب نطالب بوقف انتداب وابتعاث جنودنا للمشاركة في حرب بالوكالة خارج حدودنا كما نطالب بانسلاخ السودان مما يسمى بدول التحالف وإنهاء جبهات الحرب وسد الثغرات داخل وطننا وحماية المواطنين سنقوم بتفعيل هاشتاق (أوقفوا حرب الوكالة .. الوطن أولاً ). صحيفة الانتباهة
318