لماذا لا تتحول اسراييل الى دولة حضارية مثل امريكا يسكنها كل الناس بمختلف اديانهم ويحكمها من ينتخبه الشعب . اذا كانت امريكا تريد ان تطبق نظامها الديمقراطى فى دولنا العربية فلماذا لا تطبقه قبلنا فى اسرائيل ؟ ولماذا تساعد امريكا الصهاينة العالمانيين على انشاء دولة ( دينية ثيوقراطية لا تسمح لغير التلمودى ان يعيش فيها وذلك ما يتعارض مع قوانين الامم المتحدة نفسها ) اليهود المتدينين الذين يعيشون داخل فلسطين وخارجها لا يعترفون عقديا بقيام دولة لليهود ويسمون ساسة اسرائيل وحكامها بالعالمانيين لانهم يفعلون ما يخالف صحيح التوراة بانشاء دولة يسمونها ( يهودية) . عندما جاء الفاروق رضى الله عنه ليستلم مفاتيح بيت المقدس لم يأمر بتشريد يهودى او مسيحى من القدس ولم يرغم احدا على الدخول فى الاسلام وبذلك انضمت القدس لدولة الحضارة الاسلامية العادلة التى اخذت تتسع و تدخل فيها شعوب العالم حتى بلغت جاكرتا شرقا وطنجة وغرب فرنسا غربا فعم السلام والرقى وازدهر العلم وكان اهل الذمة ( اليهود والنصارى) فيها مواطنون محترمون وهكذا ظلوا حتى الان يعيشون فى بلدنا وبلاد العرب الاخرى . نحن الان لا نريد ان نجبر يهودى على ان يغادر اسرائيل بالقوة بل نريده ان يعيش فيها كما يعيش فى اى دولة طبيعية فى العالم نحن نريد فقط ان نزيل حكومة دولة الصهيونية العنصرية التى تريد ان تطرد من ارض فلسطين سكانها الاصليين و ان تحل محلها دولة ديمقراطية طبيعية . عندما دخل الاسلام السودان كان اجدادنا على دين سيدنا المسيح ومؤكد انهم كانوا قبل المسيح على دين موسى لانه عاش هنا فى مجمع البحرين فى وادى النيل ، فهل نتصور او يعقل ان مسيحيى السودان يقومون بصنع جيش قوى ثم يأمروا السودانيين غير المسيحيين بالرحيل قسرا عنها لان السودان كان مسيحيا ، او يفعل ذلك اقباط مصر ؟ او ان يعود الهنود الحمر ليتجمعوا فى امريكا خفية بمكر ثم يشردوا سكان امريكا ؟ من الغباء تصور ان فلسطين هى الدولة المعروفة الان بحدودها الجغرافية ( حدود سايكس وبيكو) ، وان تلك الارض لابد ان يسكنها ( اليهود فقط) لان بعض شعبها اعتنق اليهودية فى حقبة تاريخية محددة . خذ مثلا شابا من الفلاشا هجروه من بلاده الحبشة وجاؤا به الى فلسطين كمواطن من الدرجة الثالثة وسلحوه ليحارب شعب فلسطين بزعم انه يهودى بدلا من ان يعلموه ويدربوه ليطور بلاده الحبشة ؟ فهل اذا قتل ذلك الشاب فى عراكه مع الفلسطينين ستبكى عليه شركات امريكا العابرة للقارات التى رمت له بالفتات ليحرسها وهى تسرق نفط مصر وغزة وليببا . اسرائيل ليست دولة طبيعية انما هى قاعدة عسكرية امريكية تصرف عليها شركات الصهاينة العابرة للقارات لتستولى على ثروات بلادنا و تسيطر منها على مضايق التجارة البحرية وهى تستعمل فى ذلك شباب الاسر الامريكية الذين تجندهم اجباريا وترسلهم مارينز ليقتلوا ويقتلوا فى كل مكان فيه ثروات العالم على بعد الاف الاميال من امريكا فتكسب من وراء ذلك شركات تصنيع السلاح وشركات المال والمعادن التى يملكها صهاينة امريكا , ولوا ان امريكا انفقت جزأ يسيرا مما تنفقه على قواعدها واساطيلها فى العالم على التعاون مع شعوب العالم كلها لاحب العالم شعب امريكا ولم يقتل شبابها ولم تضطر امريكا ان تحذر رعاياها عندما تحدث اى مشكلة فى اى مكان فى العالم لان من يزرع الشوك بجنى الجراح . للاسف فان تلك الخدع سرت على عقول بعض المنافقين المسلمين و العلمانيبن العرب فاخذوا يبررون لحكومات اسرائيل الصهيونية التى تأتى بسكانها المهجرين طلبا للرزق الى بلاد فلسطين للصراع مع العرب اصحاب الارض فيقتلوا على ارض فلسطين بينما يظل نتن ياهو وزمرته من السادة بعيدا عن مرمى نيران المقاومين الفلسطينيين . ان حل الدولتين لن يجدى وهو مجرد حيلة لكسب الوقت لان نتن ياهو ظل تحت مظلة التنسيق الامنى ومشاريع السلام الوهمية مع عرفات ثم مع محمود عباس يتوسع فى ارض فلسطين والاردن طامعا فى ان يصل للفرات شرقا ببطء بينما وقف نتن ياهو عاجزا عن دخول غزة وسيظل ولن يصل الى النيل غربا . لا حل غير حل الدولة الواحدة الحديثة الطييعية على ارض فلسطين واذا ارادت شركات الصهاينة العابرة للقارات ان تحتكر ثروات منطقة الشرق الاوسط بالقوة فان ذلك لن يتم بالذات بعد نمو قوى اقتصادية منافسه لامريكا فى الصين وتركيا وايران فاولى لتلك الشركات والصهيونية ان تتعامل مع شعوبنا بمبدأ تبادل المنافع وان تشترى منا ثرواتنا وفقا لاسعار السوق العالمى . صحيفة الانتباهة
340