قادتنى الصدفة أمس الأول لأكون ضيفة على احتفالية بشرطة مرور الخرطوم، حيث كانت الاحتفالية احتفاءً بمرور عام على فقرة برنامج (الخرطوم اليوم) التي تعرض على تلفزيون السودان، وتستعرض خريطة السير بالولاية لتسهيل حركة المواطنين وفك الاختناقات المرورية بالعاصمة، ولعل أكثر ما جذب انتباهي غرفة الـ (777)، وهذه الغرفة الضخمة يعمل بداخلها عدد محدود من منسوبي المرور يعملون بنظام الورديات ويستجيبون للبلاغات الواردة على مدار اليوم. كما لفتت انتباهي غرفة التشغيل الملحقة بغرفة الاتصالات، وهي التي تقوم برصد حركة الشارع والتواصل مع منسوبي المرور بالقطاعات المختلفة، بغرض توجيههم لفك الاختناقات المرورية وتسهيل انسياب المركبات، وأحسب أن هؤلاء الشباب الذين يديرون تلك الغرفة يتمتعون بملكات فكرية عالية تجعلهم يعملون على تحليل حركة المركبات والتفكير بالطرق البديلة أو الحلول الأمثل لفك الاختناقات، وكثيراً ما نسمع صوت أحدهم بجهاز اللاسلكي وهو ينادي بالأكواد ويقول عبارة (دبل الإشارة)، وبعدها تنتظر المركبات ما يقارب مائة ثانية بغرض تمرير الحركة في مسار آخر وفك الاختناقات المرورية. وهؤلاء الذين يعملون على فك الاختناقات من خلف الكواليس من أميز منسوبي شرطة المرور. برنامج (الخرطوم الآن) سانحة طيبة تجعل سائق المركبة يفكر فى أي الطرق أسهل وأسرع من حيث حركة السير، وهذه الفقرة تجعلك قادراً على تحديد خط سيرك قبل خروجك من المنزل، لما فيها من إرشادات وتوجيهات مميزة يقدمها ضباط شرطة المرور للمواطنين، لتساعدهم في اختيار الشوارع الأسهل التي تسهل وصولهم إلى وجهاتهم في أزمان قياسية. غرفة المرور باتت تضاهي غرفة النجدة وتساندها في عملها وتتلقى البلاغات وكثيراً ما تتعامل معها، خاصةً أن كانت بلاغات إنسانية تتطلب سرعة الاستجابة. ولعل أسطول مركبات اتصالات المرور قد اسهم كثيراً في إيصال المعلومات إلى جهات الاتصال وتلقى البلاغات والتعامل بسرعة مع الأحداث، وبات المواطنون أنفسهم يتجهون للاتصال عبر الرقم (777)، وهذا إن دل إنما يدل على جاهزية وسرعة دوريات غرفة اتصالات المرور وإسهامها الفاعل في إنقاذ أرواح المواطنين والتدخل السريع فى حالة الحوادث المرورية، وغيرها من المواقف التي وجدت إشادة من قبل المواطنين، ولا ننسى دورها في إيصال التلاميذ الممتحنين إلى مدارسهم إسهاماً مع الأسر في إيصال أبنائها الطلاب بمنتهى الراحة والطمأنينة. والآن تستعد شرطة المرور لإطلاق خدمات الكترونية جيدة، ستسهم كثيراً في تقصير الظل الإداري وتسهيل عمليات الحصول على رخص القيادة وتجديد المركبات، بجانب اسهامها في الحفاظ على الوقت والجهد.
صحيفة الانتباهة