لا أعرف من أين ابدأ الكتابة فهذه الصور لها حكايات طوال ،فكل صورة هي سفر بحاله يجسد معنى الانسانية في أبهى صورها وتحكي كيف يمكن لانسان واحد أن يمتلك آلاف القلوب فقط بالكلمة الطيبة والتواضع ،لقد كنت أود اصدار كتاب عن فترة السفير التركي بالسودان بروفيسور عرفان نظير أوغلو الا انه وبتواضعه المعروف طلب مني أن يشمل الكتاب مدة أطول وهي منذ زيارة الرئيس أردوغان للسودان، وقد داهمني الوقت فلم استطع ،ولكن حقا إن فترة الأخ السفير عرفان بالسودان لا تحتاج إلى كتاب فهي في ذاتها كتاب من التواضع والكرم والإنسانية، فهو شخص محب للخير يحب عمل الخير في زمنه الخاص ومن ماله الخاص لذا لم يخلط بين عمله الدبلوماسي ورسالته الانسانية ،ربما يأتي يوم أستطيع الكتابة عن كل صورة من هذه الصور وهي ليست الكاملة فانشطة السيد عرفان أكثر مما يمكن احصاءه في مجلد واحد ولكني ساحاول بإذن الله ليس من أجله وهو يستحق ولكن من أجل نموذج لما يجب أن يكون عليه الدبلوماسي ،سعيا للخير دون من او أذى وتواضعا لأهل البلاد في غير ضعة وصونا لكرامة من يلقاه وعدم التدخل في الشأن السياسي الا بما تمليه عليه وظيفته ،والحق يقال لقد سعى بروف عرفان بكل ما أوتي من علم وعمل أن يعلي من شأن التعاطي السياسي والتجاري والتعليمي بين السودان وتركيا وقد افلح في ذلك بصورة تفوق الخيال ،إذ انه زاد من عدد المنح المجانية للطلاب السودانيين إلى أكثر من ثلاثمائة في العام ومهد الطريق للزيارات السياسية على مستوى رأس الدولة بين البلدين كما تم في عهده تنشيط اتفاقيات تبادل تجاري بين السودان وتركيا تفوق العشرة مليار دولار وهو كسب لعمري لم يستطع سفير لاي دولة أن يقوم به في السودان .
أخي القارئ بقي أن أقول لك أن السفير عرفان الذي لم يبق له في السودان سوى اسبوعين على الأكثر بعد أن أمضى أربعة أعوام وتسعة أشهر بين ظهرانينا لا يحتاج منا سوى كلمة جزاك الله خيرا ووفقك الله دنيا وأخرى
وفي أمان الله