بيت الشورة
عمر الكردفاني
كاد يمضي العمر يا ……
ما بين بداية عام وآخر هي مجرد ساعات وأيام فاسابيع وشهور تمر على الانسان والإنسانية والكون جميعه ولكنها تمضي دون جدوى ولا تضيف جديدا في عمر البشرية التي امضت تسعين بالمئة من زمن إعمارها للارض في الحروب ،وفي إحصائية بسيطة عزيزي القارئ تجد أن البشر الذين استعمرهم الله الأرض هم الآن يقضون جل اوقاتهم في غير ما خلقهم من أجله ليس هذا فحسب بل أن الله عز وجل جعل لهم فسحة فجعل من العمل عبادة وقضاء حوائج الغير اجر حتى لا يسأموا كعادتهم ولكن كل هذا لم يحرك ساكنا في مشاعرهم الغريبة .
من المفارقات الآن أن معظم رأسمال البشر النقدي هو في ثلاثة …..السلاح والمخدرات والدعارة اعزكم الله ،فهل تعلم أن البشر اذا انفقوا واحد بالمئة فقط من رأس المال سابق الذكر في المجالات الانسانية لما بقي فقير او معوز او مريض في الكرة الأرضية كما أن ما يتم انفاقه في التجهيز للحرب وليس في الحرب ذاتها يفوق اضعاف ما يتم انفاقه في الغذاء والدواء والكساء
إن ما أردت قوله ان هنالك عدم تساوي بين إنفاق وإنفاق وهناك عدم مصداقية في السعي إلى الحرب والسلام على حد سواء فالسعي إلى الحرب يكون حثيثا وجديا واللجوء إلى السلام لا يكون الا هدنة يفرضها الإعياء او كما قال احد شهداء الثورة (لا يمكننا الاستلقاء أثناء المعركة يا صديقي)
والثورة ذاتها إحدى فقرات هذا العمود إذ أنها دخلت عامها الخامس في ثبات عجيب ولكنه ثبات غير ذي جدوى إذ تمترس الثوار الحقيقين في مواقفهم الشجاعة بينما دارت كوؤس نخب التفاوض بين نفر لا يمتون إلى الثورة والثوار بصلة وما زال الشعب الصابر في انتظار أن يعيش حياته الطبيعية من مأكل ومشرب وتواصل أصبح في عداد المستحيلات فإذا غفل الثوار عن إحراق اللساتك وإغلاق الطرق عرجت الحكومة إلى إغلاق الكباري وافتعال الإشتباك
ثم ماذا بعد؟
هو جرد حساب ولكنه ليس خلصا بي او بك فقط عزيزي القارئ بل هو لهذه الفئة القليلة من مخلوقات الله (الإنسان) الذي حمل الأمانة فلم يؤدها ولم يحفظ لها حقا فأصبحت حياته جحيما يؤدي إلى جحيم وكل الامنيات أن تكون الخاتمة أقل سعيرا
لذا فعلينا أن نتمنى أن يعود علينا العام القادم بأقل الخسائر وان يكون التغني ….كاد يمضي العام وليس كاد يمضي العمر