الشريك المالي لاقتصاد الابتكار”، هكذا يعرّف بنك سيليكون فالي (SVB) الأميركي، الذي أفلس وتسبب في موجة ذعر عالمية، عن نفسه على موقعه الإلكتروني. يشرح البنك أنه يساعد “الأفراد والمستثمرين والشركات الأكثر ابتكاراً في العالم على تحقيق أهدافهم الطموحة”. ويلفت إلى أنه يضم مجموعة من الخدمات وهي: الخدمات المصرفية التجارية العالمية، الخدمات المصرفية الخاصة وإدارة الثروات، الخدمات المصرفية الاستثمارية، رأس المال الاستثماري، والاستثمار في الائتمان”.
ويضيف: “عملاؤنا هم صانعو التغيير، نحن نخدم الأفراد والمستثمرين والشركات من جميع الأحجام حول العالم، نحن ندعم الابتكار في جميع أنحاء العالم”. في الواقع، كان انهيار سيليكون فالي مفاجأة للكثيرين من العاملين في القطاع المالي والأسواق. إذ إن مؤشراته المالية للربع الرابع من العام 2022 كانت واعدة، في ظل 212 مليار دولار من الأصول، و74 مليار دولار كإجمالي قروض، و342 مليار دولار إجمالي أموال العملاء”.
الانطلاقة والتوسّع
وسيليكون فالي هو بنك عريق، يعمل، وفقاً لموقعه الإلكتروني، منذ ما يقرب من 40 عاماً، ويركز على اقتصاد الابتكار والتكنولوجيا، تأسس عام 1983 وأدرجت أسهمه في بورصة ناسداك في العام 1988. في العام 1996، بدأ التوسع في 15 ولاية أميركية، وفي 2008، فتح مكتب إسرائيل، وفي 2011، عين غريغ بيكر رئيساً تنفيذياً، وبدأ يزيد توسعه ليفتح في 2012 فرع المملكة المتحدة وبنكاً مشتركاً في الصين، وفي 2016، جرى افتتاح مكتب أيرلندا، وبعد سنتين، افتُتح مكتب في ألمانيا. وفي 2019، استحوذ على بنك الاستثمار في الرعاية الصحية Leerink Partners. وفي العام ذاته، افتتح مركز التسليم العالمي في الهند وفروع في كندا والدنمارك.
واستمرت مسيرة التوسع في العام 2020 مع الاستحواذ على مجموعة WestRiver، ثم استحوذ في العام التالي على Boston Private، المزود الرائد لخدمات إدارة الثروات والثقة والخدمات المصرفية. وفي 2021، اُعلن عن خطة منافع مجتمعية مدتها خمس سنوات بقيمة 11.2 مليار دولار. كما أطلق ممارسة الخدمات المصرفية الاستثمارية التكنولوجية واستحوذ على شركة أبحاث الأسهم MoffettNathanson.
دور سيليكون فالي
وقدم البنك، الذي يتخذ من سانتا كلارا مقراً له، خدمات مصرفية، وأخذ ودائع للشركات الناشئة في وادي السيليكون وشركات رأس المال الاستثماري والشركات التكنولوجية ذات الوزن الثقيل.
وصُنف SVB في المرتبة السادسة عشرة بين أكبر البنوك في الولايات المتحدة قبل انهياره ووضعه تحت الحراسة القضائية، وفقاً لمجلس الاحتياط الفيدرالي. كان البنك يخدم في المقام الأول الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا والمستثمرين النشطين في هذا القطاع.
على الرغم من كونه “مملاً”، وفقاً لمعايير وادي السيليكون المعتادة وقليل من دوائر الأعمال الخارجية المعروفة، فقد لعب البنك دوراً مهماً في دعم قطاع التكنولوجيا خلال طفرة التقييمات الأخيرة، وفقاً لـ”نيوزويك”.
من هم عملاء البنك؟
كان “يليكون فالي بنك” المقرضَ المفضلَ بين الشركات التقنية الناشئة قبل انهياره.