بمجرد أن تم إعلان وزير المعادن السوداني، محمد بشير أبو نمو، رئيساً للجانب الحكومي في مشاورات جدة بين الحكومة السودانية والإدارة الأمريكية حتى انقسم الناس بين مؤيد له ومعارض، مبارك للخطوة ورافض لها.. ففيما يعتقد مجموعة من الساسة ان اختيار أبو نمو؛ موفق لشخصية الرجل المتزنة والهادئة ومواقفه الوطنية الداعمة للجيش .
الميلاد والتعليم
بحاضرة قبيلة الزغاوة (امبرو) شمال كتم وفي الشمال الغربي لمدينة الفاشر وتحديداً في منطقة (ارو) رأت عينا (محمد بشير ابو نمو) الشمس لأول مرة، وترعرع هناك طفلاً وعاش مشرئباً للمستقبل في تلك الوديان والسهول. درس الابتدائية في (مزبد) بكتم ذات الرأسين.. (جيل) المتوسطة و(نيالا) الثانوية، ثم جاء إلى العاصمة ليتخرج في جامعة الخرطوم كلية الاقتصاد عام 1983.
مراحله العملية :
بعد تخرجه، عمل ابو نمو في بنك السودان المركزي 1985/ 1988، ثم انتقل إلى الراجحي للاستثمار من 88 إلى 2006، وهي أطول فترة يقضيها أبو نمو في وظيفة، بعدها انتقل مديراً لمكتب، مني أركو مناوي، كبير مساعدي رئيس الجمهورية حينها.
الكفاح المسلح :
انضم أبو نمو إلى حركة تحرير السودان منذ انطلاقها في العام 2003، ومن المعروف أن رئيس حركة التحرير مني أركو مناوي (ابن عم أبو نمو) يثق فيه ثقة عمياء لعلمه بإخلاصه وتفانيه ووطنيته. فبمجرد ان استدعاه للعمل معه قدم ابو نمو استقالته فوراً في مؤسسة الراجحي ولبى النداء.
يقول نور الدائم طه مساعد رئيس الحركة للشؤون السياسية، في حديث سابق، إن أبو نمو أحد الرجال الخلص الذين يعتمد عليهم في حركة التحرير، وهو رجل عملي وجاد جداً في حياته وملتزم ويعرف كيف يدير الأمور.
مفاوض بارع وشاطر :
ومن جانبه، يرى القيادي بحركة العدل والمساواة د. عبد العزيز عشر في حديث لـ(السوداني) أن ابو نمو انسان هادئ جداً بطبعه وليس انفعالياً، والهدوء هو أهم الخصائص المطلوبة في فن التفاوض، لأن الانفعالي يستفز بسرعة، بينما الإنسان الهادئ يمتص أي استفزاز يوجه له. ومن هذه الزاوية يعتقد عشر أن اختيار ابو نمو رئيساً للوفد كان موفقاً: (انظر الى تصريحاته بعد المشاورات عندما صرح بأن الجانب الأمريكي حاول استفزازهم وتهديدهم). ويزيد عشر القول بأن ابو نمو رجل أفكاره مرتبة ويطرح رؤيته بشكل أساسي وهو ملتزم بمبادئه ويؤمن بها بشكل قاطع ويلتزم بها بشكل قوي، وهذه مهمة للمفاوض بحيث يلتزم بسقوفه والحد الأدنى والحد الأعلى.
ويرى محمد بشير أبو نمو في سؤال ( السوداني ) له بعد اعلانه انتهاء المشاورات عن رؤيته للسلام فيقول: “السلام في إطار الاستجابة لمطالب المناطق المهمشة أمر مطلوب واستحقاق واجب، والدولة طوال تاريخها التي كنا مختلفين معها لم تتوقف ولم نتوقف نحن المعارضون من التحاور مع السلطة لأننا كطرفين لنا ثوابت متفقون حولها، وهي وحدة السودان شعباً وأرضاً، أما الآن فوحدة السودان في خطر ووحدة الشعب السوداني كذلك، لأن من أهداف الحرب الجارية الآن تنفيذ تغيير ديموغرافي واسع لإقامة دولة عرقية تحت مسمى (دولة العطاوة، وذلك بتهجير سكان السودان الأصليين وتبديلهم بعرب الشتات، وهؤلاء سيتم إحضارهم من مختلف دول غرب أفريقيا).
ويضيف أبو نمو: “السلام هذه المرة مطلوباته مختلفة بدرجة كبيرة، لأن الحرب بين السودان كبلد وآخرين كأدوات مسنودين من دول لها أطماع في موارد البلاد الاقتصادية ودول أخرى لها أطماع في الموقع الجيوسياسي والاستراتيجي للسودان” .
السوداني