مميزالمقالاتعمر الكردفاني

بيت الشورة عمر الكردفاني وزارة الداخلية والخطوط الأمامية !!!

303views

 

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

وزارة الداخلية والخطوط الأمامية !!!

منذ بداية هذه الحرب اللعينة لاقى منسوبي الشرطة السودانية الأمرين من كافة الجبهات ، فغداة اندلاع الثورة وصل الحال بالبعض إلى تخوين الشرطة وببداية الحرب استهدفت المليشيا الشرطة بصورة ممنهجة حتى أنها لم ترحم المعاشيين والمرضى منهم وفي الجانب الآخر علت أصوات بعض الناشطين بالسؤال المكرور ، اين الشرطة ، وواقع الأمر كانت كوميديا سوداء يختصرها المبدع المصري عادل امام بجملته الايقونية:دول يضربوا ودول يضربوا !!!
في حقيقة الأمر أن تعريف الشرطة اصلا لم يضع من ضمن مهامها المشاركة في العمليات الحربية المعروفة كما أن طبيعة تدريب منسوبي الشرطة وتسليحهم لا يخولهم الدخول في معارك الا تلك المفروضة على الفرد حال لاقى معترضا مسلحا ، كما أنه إبان الثورة تعالت أصوات بنزع سلاح الشرطة السودانية حتى وصل الأمر أن لا يكون في قسم الشرطة الكامل أكثر من خمسة بندقية كلاشينكوف أو أقل .
هذه هي الظروف التي دخلت بها شرطة السودان الحرب فاستهدفتها المليشيا الغاشمة وعملت تنكيلا في أفرادها حتى أنها كانت تهاجم القسم وتصفي جميع منسوبيه وكانت أكثر المجازر دموية ما حدث لشرطة المرور بمدينة الابيض حيث قام أفراد المليشيا بقتل جميع من كانوا برئاسة شرطة مرور الولاية العزل داخل مكاتبهم ، وبالطبع القانون الدولي اصلا يمنع استهداف الشرطة في حالة الحروب الا إذا بدر من أفرادها نشاط حربي واضح ولكن مليشيا آل دقلو لا تعرف المواثيق والعهود.
ولكن تنظيما لصفوفها بدأت الشرطة السودانية في القيام بمهامها في المدن الآمنة بعد إخلاء تلك التي سيطرت عليها المليشيا ، فقد بدأت قوات الجمارك السودانية عملها في مدينة بورتسودان ووضع قادتها خطة واضحة لاستقبال السفن والطائرات التجارية وتخليص البضائع وتأمين الحدود ، من جهتها قامت قوات الشرطة العامة بنقل رئاستها الى مدينة بورتسودان أيضا وكذلك السجون بعد أن قام قادتها بعمليات فدائية بنقل المعتقلين السياسيين وتأمين السجلات ،الدفاع المدني باشر في تعقيم وتطهير المناطق التي تم تطهيرها من الجنجويد ،شرطة المرور أيضا قام قادتها بتأمين السجلات ونقل البيانات ، وهكذا توالت انجازات الشرطة السودانية برغم كل المعوقات الداخلية والخارجية إلى أن وصلنا إلى أن بسطت يدها الحانية على معظم ولايات البلاد ومعظم محليات ولاية الخرطوم ، سعادة وزير الداخلية السوداني اللواء شرطة خليل باشا سايرين ومنذ تسلمه مهام الوزارة باشر في وضع الخطط والبرامج التي من شأنها النهوض أكثر فأكثر بعمل قوات الشرطة فقام بزيارات ماكوكية إلى ولايات كسلا القضارف نهر النيل والخرطوم التي زارها مرتين خلال أقل من أربعة أشهر ما رفع من مستوى العمل الشرطي بالبلاد حيث احس جميع الضباط وضباط الصف والجنود أنهم مسنودون من قبل وزارتهم وقادتهم ،الزيارات الخارجية للسيد الوزير انصبت في منحى رفع قدرات الشرطة من حيث التنظيم والتدريب والعلاقات الخارجية الفنية واللوجستية وهو ما جعل قوات الشرطة بكل تصنيفاتها الفنية والقانونية في اتصال مباشر مع رصيفاتها للتنسيق والتعاون .

ثم ماذا بعد؟

إن النهوض بالوطن بعد نهاية هذه الحرب يتطلب الكثير من البذل والتضحية والعطاء غير المشروط من الجميع مع الاحتفاظ لمن ضحوا بما يليق بهم من عرفان ، وزارة الداخلية التي عملت على النهوض بإداراتها المختلفة من خلال الورش والسمنارات والتدريب والتنسيق الداخلي والخارجي تحتاج من الحكومة والمواطن الاعتراف بالفصل والمزيد من البذل من أجل سودان الغد المعافى من كل الجوانب ومن أجل الإنسان مصان الحرية والكرامة العارف بحدوده من واجبات وحقوق يكفلها القانون وتنفذها الشرطة وتصونها الاعراف .

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

تسعة عشر − اثنا عشر =