المقالات

صالون_الريس الثروة المجهولة في السودان د/ أشرف الريس

102views

صالون_الريس

الثروة المجهولة في السودان
د/ أشرف الريس

أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام… في ظل التحديات الاقتصادية والبيئية التي تواجه السودان، يبرز تدوير النفايات كأحد الحلول المستدامة التي يمكن أن تساهم في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة. فرغم الكم الهائل من النفايات التي تنتجها المدن السودانية يومياً، إلا أن غالبية هذه النفايات تُهمل دون استغلال، مما يحرم البلاد من فرصة الاستفادة من هذه الثروة المجهولة.فغالب المدن السودانية تشهد تراكم كميات هائلة من النفايات الصلبة والعضوية نتيجة للنمو السكاني والتوسع العمراني غير المنظم. يتم التخلص من معظم هذه النفايات بطرق تقليدية مثل الحرق أو الطمر، مما يؤدي إلى مشكلات بيئية وصحية، أبرزها تلوث الهواء والمياه الجوفية، وانتشار الأمراض.ومع ذلك، فإن هذه النفايات تحتوي على مواد قيمة مثل البلاستيك، والمعادن، والورق، والمخلفات العضوية التي يمكن إعادة تدويرها واستخدامها في صناعات متعددة، مما يوفر فرصاً اقتصادية ضخمة ورغم الإمكانيات الكامنة، إلا أن السودان يواجه العديد من العقبات في مجال تدوير النفايات، من أبرزها:غياب البنية التحتية و عدم وجود منظومات متكاملة لجمع وفرز النفايات.
و قلة الوعي بأهمية التدوير ودوره في حماية البيئة وتحقيق التنمية الاقتصادية.و غياب التشريعات والسياسات التي تشجع الاستثمار في قطاع التدوير، مثل الحوافز الضريبية والدعم الحكومي.و عدم توفر المعدات والتكنولوجيا اللازمة لمعالجة النفايات، بالإضافة إلى قلة التمويل.
دعونا نستعرض فوائد الثروة المجهولة أولاً تدوير النفايات يساهم في الحد من تلوث الهواء والتربة والمياه.ثانياً يمكن أن يكون التدوير مصدراً لخلق فرص عمل جديدة وتحقيق عائد اقتصادي عبر الصناعات القائمة على إعادة التدوير.ثالثاً إدارة النفايات بطرق مستدامة تقلل من انتشار الأمراض المرتبطة بالتلوث. إعادة استخدام المواد يقلل من الحاجة إلى استنزاف الموارد الطبيعية.
للوصول إلى الثروة المجهولة يمكننا البدء بالمخلفات الزراعية حيث يمكن تحويل بقايا المحاصيل الزراعية إلى سماد عضوي أو طاقة حيوية.وكذلك يمكن الاستفادة من النفايات البلاستيكية بإعادة تدوير البلاستيك لاستخدامه في صناعات مثل مواد البناء أو الأثاث. كما يمكن الاستفادة من المخلفات الورقية المتوفرة بكثرة فإنتاج الورق المعاد تدويره يقلل من استيراد الورق الخام.
وأخيراً الاستفادة من المخلفات الإلكترونية وذلك باستخراج المعادن النادرة من الأجهزة الإلكترونية القديمة.
ولتدشين هذه المشاريع التي تدر علينا كنوز الثروة المجهولة لا بد من اتخاذ خطوات استراتيجية تشمل أولاً إطلاق حملات توعوية: تثقيف المجتمع حول أهمية التدوير عبر المدارس والإعلام. ثانياً تطوير التشريعات بسن قوانين تحفز الاستثمار في هذا القطاع.ثالثاً الشراكات بين القطاعين العام والخاص بدعم التعاون بين الحكومة والشركات المحلية والدولية لتطوير مشاريع التدوير.رابعاً إنشاء مراكز فرز ومعالجة ببناء منشآت مخصصة لجمع وفرز النفايات بطريقة احترافية.
و يمكن الاستفادة من دول حققت مليارات الدولارات من الثروة المجهولة مثل مصر ورواندا حيث نجحت في تحويل النفايات إلى موارد اقتصادية هامة عبر استراتيجيات حكومية واستثمارات في قطاع التدوير. يمكن للسودان الاستفادة من هذه التجارب وتكييفها مع احتياجاته المحلية.ختاماً تدوير النفايات في السودان ليس مجرد حل بيئي، بل هو استثمار اقتصادي يفتح أبواباً جديدة للتنمية وفرص العمل. عبر استغلال هذه الثروة المجهولة، يمكن للسودان أن يخطو نحو مستقبل أكثر إشراقاً، حيث يحقق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة. الوقت قد حان لتحويل النفايات من عبء إلى ثروة.
#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

عشرين − عشرين =