المقالات

صالون_الريس آمال الشعب وتحديات المرحلة” د/ أشرف الريس

22views

صالون_الريس
آمال الشعب وتحديات المرحلة”
د/ أشرف الريس
أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام… طوال الحقبة التاريخية المختلفة لم يصل السودانيون إلى صناعة الدستور الدائم ، والدستور الدائم ليس مجرد وثيقة قانونية، بل هي عملية سياسية واجتماعية عميقة تهدف إلى وضع أساس مستدام لدولة العدالة والديمقراطية. وفي ظل التحديات التي تواجه السودان في المرحلة الانتقالية، تبرز قضية الدستور كأولوية وطنية ترسم ملامح المستقبل وتضمن مشاركة كل مكونات الشعب السوداني في بناء وطن موحد ومزدهر ، وهو الوثيقة التي تحدد المبادئ الأساسية لنظام الحكم، وتوزيع السلطات، والحقوق والواجبات بين المواطنين. في السودان، يُعد هذا الدستور ضرورة لتحقيق الاستقرار بعد عقود من الصراعات والانقسامات. ويتطلع الشعب السوداني إلى دستور يعكس، الهوية الوطنية عبر احترام التنوع الثقافي والعرقي واللغوي للسودان.وكذلك العدالة والمساواة من خلال ضمان حقوق الإنسان لجميع الفئات دون تمييز.وأيضاً الحكم الرشيد بتعزيز سيادة القانون وفصل السلطات.
هنالك تحديات كبيرة تواجه السودانيين في صناعة دستورهم الدائم، منها الخلافات السياسية والانقسامات بين القوى السياسية المختلفة قد تعرقل الوصول إلى توافق وطني حول القضايا الجوهرية.والسودان بلد متعدد الثقافات والأعراق، ما يجعل التوفيق بين المصالح المختلفة مهمة حساسة. ولا ننسى أيضاً التحدي الجديد المتمثل في غياب الاستقرار الأمني بسبب حرب الخامس عشر وآثارها فاستمرار الحرب في بعض المناطق يُضعف فرص مشاركة جميع الأطراف في العملية الدستورية. ومن أكبر التحديات إهتزاز ثقة الشعب فبعد عقود من الفشل في تحقيق مطالب الشعب، هناك مخاوف من أن يصبح الدستور مجرد وثيقة شكلية لا تعبر عن إرادة الشعب.
هنالك خطوات لصناعة الدستور الدائم فلضمان نجاح عملية صياغة الدستور، يجب أن نمر بعدة مراحل أساسية منها إطلاق حوار وطني سوداني سوداني شامل يجمع كافة الأطراف السياسية، والمجتمعية، ومنظمات المجتمع المدني لضمان تمثيل الجميع.و تشكيل لجنة صياغة مستقلة تتألف من خبراء قانونيين، وممثلين عن الأقاليم والمكونات الاجتماعية.
وأهم المطلوبات فتح صناديق للشعب لوضع اطروحاتهم حتى يُكفل للجميع المشاركة في صناعة الدستور ويتبع ذلك إجراء استفتاء شعبي لضمان موافقة الشعب السوداني على الدستور النهائي، ما يعزز شرعيته.
ولا بد أن يتبعه نشر الوعي المجتمعي عبر الحملات الإعلامية والتعليمية لتوضيح أهمية الدستور وشرح مواده.
وحقيقةً إذا أُنجز الدستور الدائم بطريقة شفافة وشاملة، فإنه سيكون بمثابة نقطة انطلاق نحو بناء دولة قوية تقوم على سيادة القانون والمواطنة المتساوية. كما سيمثل الدستور أساسًا لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي طالما حلم به الشعب السوداني.
أقول ختاماً صناعة الدستور الدائم في السودان ليست مجرد واجب قانوني، بل هي مسؤولية وطنية تتطلب مشاركة حقيقية من كل مكونات المجتمع. فالدستور يجب أن يعكس تطلعات السودانيين في العيش بكرامة وسلام، وأن يكون أداة لتحقيق الوحدة الوطنية والتنمية المستدامة. ورغم التحديات، يظل الأمل كبيرًا في أن يخرج السودان من هذه المرحلة بوثيقة تُرسخ قيم الديمقراطية والعدالة للأجيال القادمة “دستور السودان الدائم” .
#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي
د/ أشرف الطاهر حماد
الأمين العام للجهاز الشعبي لنهضة السودان

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

اثنان × واحد =