
وأخيرا تم قطف ثمار استراتيجية الحفر بالإبرة….
بقلم: عوض أبكر إسماعيل
مما لاشك فيه أن الجيش السوداني قد اثبت بصورة قاطعة و جلية لبعض دول الجوار الإفريقي المتآمرة على الدولة السودانية و للعالم بأسره من خلال هذه الحرب التي يخوض غمارها الان دونما أدني استعداد لها قبل اندلاعها بأنه جيش مهني متفرد ليس ككل الجيوش.. اذ تميز بقوة الارادة وشدة الشكيمة وقوة الصبر والمثابرة و يؤكد ذلك مقولة قائده الملهم الفريق اول / عبد الفتاح البرهان التي رددها بعض الفضائيات العالمية والدوائر الإعلامية و تداولها كذلك بعض السنة القادة والأوساط العسكرية على الصعيد العالمي والاقليمي عندما قال في بداية الحرب مقولته الشهيرة بأنهم (يحفرون بالإبرة ) أو بمعنى آخر انهم موقنون بأن النصر آت بإذن الله لا محالة ولو بعد حين بالرغم من سقوط بعض الحاميات العسكرية في يد قوات الدعم السريع المتمردة وقتئد ومحاصرة بعضها .. وذلك لثقته المطلقة في مقدرات قواته وخبرتها الطويلة في ميادين القتال.. بالإضافة إلى مهنيتها واحترافيتها العالية التي تجلت فيما بعد في الخطط الذكية و الاستراتيجيات العسكرية التي اتبعتها في مقارعة وصد جحافل القوات المهاجمة من قبل قوات الدعم السريع ومليشياتها علي وحداتها العسكرية و التي عملت علي امتصاص اندفاعاتها وحماستها في بداية الحرب.. وذلك عندما كانت تلك القوات أى قوات الدعم السريع في أوج قوتها ومنعتها العسكرية مقارنة بالقوات المسلحة التي كانت تتخندق في دفاعاتها وقتئذ للحيلولة دون سقوط المزيد من وحداتها كما حدث في ولايات دارفور الكبرى.
ولكن مع استمرار الحرب تأكدت صحة ونجاعة تلك المقولة ألا وهي (الحفر بالإبرة) والتي تجسدت في سلسلة الهزائم والانهيارات التي ضربت صفوف قوات الدعم السريع مؤخرا.. بسبب الضربات القوية التي تلقتها على أيدي القوات المسلحة والمشتركة وقوات درع السودان والقوات المساندة لها.. وذلك ابتداء من استرداد مصفى الجيلي من قبضة تلك القوات المتمردة ومرتزقتها .. علاوة على فك الحصار عن سلاح الإشارة مرورا بتحرير أحياء بحري وكبري المك نمر.. واخيرا فك الحصار عن القيادة العامة للقوات المسلحة بتاريخ ٢٤ يناير عام ٢٠٢٥م والذي كان بمثابة نقطة تحول فارقة في مسار الحرب الدائرة الان بالبلاد.. لعل كل تلك الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة مؤخرا.. أكدت بما لايدع مجالا للشك على علو كعبها وامساكها بزمام المبادرة في كل محاور القتال التي تشهدها البلاد .. وما أدل على ذلك تحرير مدينة أم روابة مؤخرا.. علاوة على الهزائم التي ظلت تلحقها القوات المسلحة و المشتركة والقوات المساندة بمتمردي الدعم السريع على تخوَم مدينة الفاشر في كل معركة.. فضلا عن الانتصارات الداوية التي ظلت القوات المشتركة بمحور الصحراء تحققها بين فينة وأخرى خلال معاركها مع تلك القوات المتمردة ومرتزقتها من دول الجوار الأفريقي.. الشئ الذي يؤكد بأن استراتيجية الحفر بالإبرة قد أتت أكلها الآن .