![](https://almjarah.net/wp-content/uploads/2025/01/IMG-20250119-WA0062-640x450.jpg)
ماذا يريد عبد العزيز الحلو من مواطني جبال النوبة………….؟
بقلم: عوض أبكر إسماعيل
الشاهد في الأمر أن الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح عبد العزيز الحلو عندما رفعت السلاح أول مرة في جبال النوبة في عام ١٩٨٤م بقيادة الأب الروحي للحركة وعرابها القائد/ يوسف كوة مكي في وجه الحكومة المركزية انذاك (حكومة جعفر نميري) .. وذلك قبل انفصالها عن الحركة الشعبية الأم بقيادة الدكتور/ جون قرنق دمبيور.. كان أول ما طالبت به آنذاك هو ازاحة المظالم التاريخية عن كاهل مواطن جبال النوبة البسيط.. وذلك من خلال المشاركة في قسمة الثروة والسلطة في كل مستويات الحكم بالدولة السودانية .. فضلا عن تحقيق التنمية المستدامة في كل مناطق حبال النوبة .. علاوة على التمسك بتنَوع الهوية السودانية القائمة على التعدد الاثني والثقافي والديني.. ومن المعلوم أيضا أن الحركة الشعبية منذ اندلاع ثورتها بين شعاب جبال النوبة وتلالها قد اعتمدت الكفاح المسلح ضد حكومات المركز كوسيلة و رافعة سياسية لتحقيق تلك المطالب المشروعة لمواطني جبال النوبة وقد بذل جنودها ومقاتلوها المهج والأنفس في هذا الصدد .. وذلك لأجل أن يروا شعبهم محققا لتطلعاته السياسية والتنموية والثقافية في إطار الدولة السودانية الواحدة.. ولكنا اذاما ألقينا الضوء على مواقف الحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو وزمرته تجاه المواطن بجبال النوبة مؤخرا وبخاصة أثناء هذه الحرب التي فرضتها قوات الدعم السريع التي تمردت على الدولة السودانية في ١٥ أبريل عام ٢٠٢٣م لوجدنا انها أي الحركة قد أدارت ظهرها له تماما أى مواطن جبال النوبة وصمت اذانها عن الامه وتاوهاته.. بل أضحت تكن له العداء من وقت لآخر إلا أن الأعجب من كل ذلك.. قد ركلت بارجلها كل ما كانت تؤمن به وتدعيه في السابق بانها الحارس الامين لمواطن جبال النوبة والمؤتمن على حقوقه و تطلعاته وقد تجلى ذلك للعيان اى عدائها في عرقلتها لإيصال المساعدات و المواد الإغاثية للجوعي بجبال النوبة في شهر أبريل في العام الماضي ٢٠٢٤م.. وذلك عندما انسحب قائدها الفريق/ عبد العزيز الحلو خلسة من المفاوضات التي جمعت بينه و بين الفريق أول شمس الدين الكباشي بمدينة جوبا تحت رعاية رئيس حكومة جنوب السودان السيد/ سلفا كير ميارديت في أبريل العام المنصرم ٢٠٢٤م والتي كانت تهدف أول ما تهدف إلى تسهيل عملية توصيل المساعدات الإنسانية لمواطني جبال النوبة ، الأمر الذي أدى في خاتمة المطاف إلى هلاك المئات من مواطني جبال النوبة وقتذاك بسبب الجوع والمسبغة نتيجة لعرقلة الحركة وصول المساعدات الإغاثية لهم ، وبخاصة الأطفال وكبار السن في معسكرات النزوح والإيواء في كل من مدينتي الدلنج وكادقلي.. فضلا عن وضع يدها أي الحركة على يد قوات الدعم السريع المتمردة التي تعتبر العدو اللدود لمواطني جبال النوبة الذين ذاقوا الأمرين على ايديها.. بل الأدهى من كل ذلك قد تواطات مع الحركة في أحكام الحصار على مدينة الدلنح للحيلولة دون وَصول المواد غذائية والبضائع إليها.. إذ انبرت الحركة لفرض الحصار من الناحية الجنوبية للمدينة بينما تولت الاخيرة حصارها من البوابة الشمالية وما زالت كذلك، الشئ الذي أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بها.. ولكن مما يؤسف له حقا ان هذا العداء السافر للحركة الشعبية تجاه حاضنتها الاجتماعية بجبال النوبة لم يتوقف عند هذا الحد اي عام ٢٠٢٤م وإنما تعداه الي عام ٢٠٢٥م ، وقد اتضح ذلك بجلاء في الهجوم الذي شنته في شهر يناير المنصرم عام ٢٠٢٥م بالمدافع طويلة المدي والهاونات على سوق مدينة كادقلي ومراكز إيواء النازحين داخل المدينة والذي أدى إلى ارتقاء ما يناهز ٥٤ نفسا بريئة معظمهم من النساء والأطفال مع عشرات من الجرحى مازالوا يئنون ويتأَهون على أسرة مستشفى كادقلي وردهاته .. فما ذنب هؤلاء يا أيها الممسكون بزمام أمر الحركة ومقاليدها ؟ هل أضحى المواطن الأعزل المغلوب على أمره بجبال النوبة هدفا عسكريا مشروعا في نظركم لتقصفوه من آن لآخر أم بماذا تفسرون وتعللون ذلك؟ ماذا ستجني الحركة الشعبية من تقوقعها حول نفسها لعقود خلت بنأيها عن الوقوف في صف الوطن؟ الحكمة تقتضي بأن يؤوب قادتها إلى طريق الحق والصواب وأن يكفوا عن إرهاب وارعاب مواطني جبال النوبة بين الفينة و الأخرى حتى تضع هذه الحرب اللعينة أوزارها وعندها سيكون لكل حدث حديث.