
اللواء / سمبو..البسالة والشجاعة والاقدام وحسن القيادة
بقلم: عوض أبكر اسماعيل
إنه اللواء /الطاهر أحمد سمبو قائد الفرقة الثانية مشاة الذي أفنى زهرة شبابه في سلك الجندية مخلصا ومتفانيا في خدمتها.. اذ عرف بحبه وولعه بالجندية وبالضبط والربط بين زملائه.. فضلا عن احترافيته العالية ووفائه لمؤسسته العسكرية .. اذ ظل واهبا كل وقته.. ومكرسا كل جهده لخدمتها.. فما أن زف من أول وهلة كخريج من الكلية الحربية السودانية وسط اهازيج وزغاريد بين افراد أسرته الصغيرة إلا ونقل للعمل بوحدة بالشرقية.. ولكن لم يطب به المقام طويلا حتى دفع به إلى ساحات الوغى باحراش جنوب السودان وادغاله في عمليات صيف العبورضمن كتيبة تابعة للفرقة الثانية مشاة.. وظل مقاتلا ومنافحا عن وحدة التراب السوداني وسيادته ساعتئذ.. علاوة علي عمله لاحقا في كل من النيل الأزرق وشرق السودان ودارفور .. حتى تم تكليفه مؤخرا بوصفه قائدا للفرقة الثانية مشاة بتجهيز وقيادة متحرك الشرقية ضمن متحركات من وحدات أخرى للتوجه فورا إلى الخرطوم.. لأجل فك الحصار عن القيادة العامة التي كانت تستبسل في الصمود والدفاع رغم ما تعيشها من ظروف.. فما أن استلم سيادته الاوامر إلا وتحرك فورا الي مدني وعمل جاهدا هو وأركان حربه على تجهيز المتحرك و لم يمكث بها طويلا (فقط يومين).. فغادرها ميمما وجهه شطر مدينة الخرطوم.. اذ كان سيادة اللواء / سمبو حريصا كل الحرص بألا يهدر ساعة واحدة من وقته .. لجهة سباقه مع الزمن.. اذ كان همه الأول والأخير أن يدخل المتحرك القيادة العامة ويفك الحصار عنها .. فواصل المتحرك سيره في حذر و يقظة تامة حتى بلغ منطقة العك الجنيد التي مكث فيها بضعة ايام ثم تحرك منها إلى منطقة المحس الرقيبة في الاسبوع الأول من مايو عام ٢٠٢٣م فارتكز بها.. و هنا اكدت أجهزة الاستخبارات معلومات تشير إلى ان العدو قد علم بوجهة المتحرك وبالطريق الذي سيسلكه لبلوغ غايته .. فنصب كمائنه أي العدو وزرع قناصاته في طريقه.. لذا تحولت المعركة مبكرا بينه وبين قوات الدعم السريع من معركة عسكرية إلى معركة استخباراتية حامية الوطيس.. وهنا تجلت عبقرية وحكمة القيادة العامة وهيئة السيطرة عبر العمليات الحربية إذ تم تغيير مسار المتحرك على عجل قبل ساعات من تحركه ، و بعد تشاوره أي اللواء /سمبو مع الرتب الرفيعة في المتحرك في سرية تامة وتكتم شديد بمنأى عن صغار الضباط والجنود مع تنويرهم أي صغار الضباط و الجنود بأن خط السير سيكون عبر خطة خط السير القديم نفسه .. و كان الهدف من وراء ذلك التمويه هو تضليل عيون افراد استخبارات الدعم السريع الذين كانوا يستقون أخبار المتحرك فينة تلو فينة.. وذلك حتى يضمن عدم تسرب أية معلومة إليهم.. وهكذا ابتعلع أفراد استخبارات الدعم السريع الطعم.. فبينما انشغل قادتهم بتعزيز كمائنهم وحشد قواتهم لإعاقة مسار المتحرك في الطريق المزمع.. إذا بهم يتفاجأوا بتسلله من بين شروكهم وحبائلهم دون أن يدركوه.. وكأنما غشيت ابصارهم.. بل لم يتفاجأوا لوحدهم.. وإنما تفاجأ معهم كذلك حتى جنود المتحرك انفسهم وجنود معسكر حطاب بدخول المتحرك إلى داخل أسوار المعسكر بتاريخ الثامن من مايو عام ٢٠٢٣م على حين غرة.. فمكث بها يومين.. حتى يتمكن قائد المتحرك وأركان حربه من قراءة وتقييم المشهد العملياتي .. فضلا عن تحليل مجريات الاوضاع الحربية.. لاسيما على مستوى تواجد ارتكازات العدو و نقاط ضعفه وقوته في الطرق المؤدية إلى وسط الخرطوم عموما، والقيادة العامة على وجه الخصوص . وفي ليلة ٩مايو عام ٢٠٢٣م التي طوقتها أجواء الحرب من كل حدب .. دعا اللواء / سمبو أركان حربه من قادة الوحدات إلى اجتماع طارئ قرر من خلاله التحرك الي القيادة العامة في صبيحة يوم ١٠ مايو عام ٢٠٢٣م.. وقد أعقب ذلك القرار تجديد العهد مع مساعديه بالاصرار على دخول القيادة العامة مهما كانت الصعاب أو دونه نيل الشهادة.. وبناء عليه تحرك المتحرك في تمام الساعة الثالثة صباحا متسللا في هدوء وبطء بعد ان انضمت إليه مركبات محملة بالذخيرة من سلاح الاسلحة في حطاب سالكا الطريق الداخلي لدردوق، مارا بشارع اللستك بالسامراب حتى بلغ شارع الإنقاذ.. وبالقرب من أبراج السلطان وفي تمام الساعة الثامنة والنصف صباحا اندلعت المعركة بين قوات المتحرك وقوات الدعم السريع المتمردة التي حاولت إعاقة تقدمه نحو الخرطوم.. ولكن صمود وإصرار قادة المتحرك وجنوده على التقدم حال دون ذلك، الأمر الذي أدى إلى إذكاء نار المعركة وتأجيحها و التي استخدم فيها كل طرف كافة أنواع الأسلحة الفتاكة من رشاشات وصواريخ وراجمات ومدفعية ودبابات وخلافها.. فضلا عن تدخل نسور الجو .. ولكن مع ذلك واصل المتحرك زحفه نحو القيادة العامة وسط سقوط عشرات الشهداء والجرحى في خضم تصاعد سحب من الدخان واصوات الانفجارات ودوي المدافع.. ولكن مع ذلك لم تنتهي المعركة إلا في تمام الساعة الرابعة مساء بعد أن تمكن المتحرك من كسر صمود العدو و هزيمته هزيمة نكراء، الشئ الذي افسح الطريق امامه إلى أبواب القيادة العامة.. حيث استقبل قادة المتحرك وجنوده من داخل القيادة العامة استقبال الابطال من قبل الضباط والجنود المحاصرين داخلها.. وبدخول المتحرك تنفس الجميع الصعداء.. حيث جلب معه المؤن والذخائر والأسلحة وقوات مقاتلة من الضباط والجنود ، الشئ الذي عزز صمود القيادة العامة في وجه هجمات مليشيا الدعم السريع وحصاره المحكم عليها إلى أن تم كسر الحصار عنها بالتحام الجيوش مؤخرا في يناير عام ٢٠٢٥م..
ومما يجدر ذكره هو أن رئيس هيئة الأركان قد كرم سيادة اللواء/الطاهر أحمد سمبو داخل القيادة العامة اعترافا بشجاعته واقدامه،وتقديرا لبلائه وحسن قيادته.