الاخبار

مفاجأة أكاديمية تركية تجاه جامعات سودانية

6views

منذ أكثر من عقدين من الزمان ظلت دولة تركيا تقدم الدعم والمساندة للشعب السوداني خاصة في الجانب الأكاديمي ،إذ ينال أكثر من خمسين إلى سبعين طالب وطالبة بمنحة تعليمية مجانية سنويا على نفقة الحكومة التركية هذا عدا عن الطلاب الذين يدرسون على النفقة الخاصة

وفي خطوة تعكس التزامها بدعم التعليم في أوقات الأزمات، أطلقت تركيا مبادرة “الجامعة الضيفة” لاستضافة الجامعات السودانية المتأثرة بالحرب، في محاولة لضمان استمرار طلابها في التحصيل الأكاديمي رغم الظروف القاسية التي فرضها النزاع في السودان.

برنامج تركي لإنقاذ الجامعات السودانية

وحسب موقع (نبض السودان) الإلكتروني فقد أعلن رئيس المجلس التركي للتعليم العالي (YÖK)، إرول أوزفار، أن المبادرة تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، كما تمثل نموذجًا يحتذى به في العالم الإسلامي. وأوضح أن جامعة نيغدة عمر خالص دمير استضافت بالفعل طلابًا وأكاديميين من جامعة البطانة السودانية، التي تعطلت دراستها بسبب الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

حربٌ توقف التعليم ومبادرات تحيي الأمل

تسببت الحرب السودانية في تعطيل عدد كبير من الجامعات، خاصة في الخرطوم وولايات الجزيرة وسنار وإقليم دارفور. بينما تمكنت بعض الجامعات من مواصلة عملها من المناطق الآمنة تحت سيطرة الجيش، لجأت أخرى إلى فتح أفرع لها في دول مجاورة لاستيعاب طلابها النازحين.

ومن خلال “مبادرة الجامعة الضيفة”، استضافت جامعتا سلجوق وإينونو التركيتان طلاب وأساتذة من جامعتي بحري والنيلين السودانيتيْن. وصرح أوزفار لصحيفة “ديلي صباح” التركية بأن “تركيا تواصل تقليدها كمركز للتعليم والبحث”، مشيرًا إلى أن العديد من قادة العالم، من وزراء ورؤساء، كانوا في السابق طلابًا بالجامعات التركية.

تحديات التعليم السوداني في ظل الأزمة

من جانبه، أوضح رئيس جامعة البطانة، محمود يعقوب محمود، أن محاولات الجامعة لمواصلة التعليم عبر الإنترنت لم تنجح بسبب نقص الموارد. وأعرب عن امتنانه للدعم التركي، مشيرًا إلى أن هذه الفرصة سمحت لهم باكتشاف الفجوات في النظام التعليمي بالسودان، مما سيمكنهم من الاستفادة من التجربة التركية في تطوير مؤسساتهم عند العودة.

دمار الجامعات وملايين النازحين

لم تقتصر تأثيرات الحرب على تعطيل التعليم فحسب، بل دُمّرت العديد من مباني الجامعات وتعرضت أخرى للنهب، مما يطرح تساؤلات خطيرة حول مستقبل التعليم في البلاد. وقد تسببت الأزمة في نزوح 12 مليون شخص داخليًا، بالإضافة إلى 3 ملايين آخرين فروا إلى دول الجوار.

استجابة عاجلة من تركيا لنداءات السودان

وكشف أوزفار أن وزارة التعليم العالي السودانية تواصلت مع المجلس التركي العام الماضي، طالبة المساعدة في ظل الانهيار الذي تواجهه الجامعات السودانية. وبالفعل، استقبلت جامعة نيغدة عمر خالص دمير 18 طالبًا وأكاديميًا سودانيًا من جامعة البطانة، مقدمة لهم بيئة تعليمية متقدمة تساعدهم على استكمال أبحاثهم ودراساتهم.

السودان في أزمة إنسانية غير مسبوقة

اندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023، متسببة في مقتل عشرات الآلاف، وتدمير البنية التحتية، وخلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم اليوم، وفقًا لمنظمات دولية. ومع استمرار النزاع، تظل المبادرات الخارجية، مثل “الجامعة الضيفة”، بصيص أمل في ظل هذا الدمار المستمر.

 

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

ثمانية عشر + 19 =