
لعنة نيروبي.. تلاحق الحلو
بقلم: عوض أبكر اسماعيل
قد يبدو موقف الحركة الشعبية _ شمال_ جناح عبد العزيز الحلو في نيروبي مؤخرا غريبا أو مثيرا للدهشة لبعض الناس الغير متابعين لمواقفها الشديدة التقلب منذ انفجار حرب ١٥ أبريل عام ٢٠٢٣م والتي اتسمت في أغلبها بالمراوغة والغموض.. فمرة تتشدد في موقفها الحيادي عما يدور من حرب بين قوات الدعم السريع المتمردة والقوات المسلحة السودانية ومرات أخرى تتخذ مواقف رمادية متماهية ومتناغمة مع مواقف الدعم السريع.. إلا أن مشاركة الحلو في الملهاة السياسية التي أقيمت مؤخرا بكينيا برعاية دولة الإمارات العربية المتحدة تحت لافتة إعلان الميثاق السياسي للحكومة الموازية لحكومة بورتسودان كما يدعون.. قد كشفت أوراق التوت التي كانت تستر بها الحركة عورتها .. لاسيما بعد إعلانه أي الحلو على رؤوس الأشهاد اصطفافه مع قوات الدعم السريع التي نكلت بأهله بجبال النوبة وسامتهم سوء العذاب دون أن تطرف له جفن.. فضلا عن اتفاق الطرفين أي الحركة الشعبية شمال _ جناح الحلو وقوات الدعم السريع على إقامة دولتهما المزعومة في الأراضي التي تقع تحت سيطرهما في كل من دارفور وجبال النوبة مع اتخاذ منطقة كاودا المحصنة في عمق جبال النوبة عاصمة لتلك الدولة المتوهمة .. وذلك حتى تستفيدا من تحصيناتها الجبلية الوعرة التي توفر حماية طبيعية لقواتهما.. و من الواضح جدا ان قوات الدعم السريع ما كانت لتحصل على كل هذه التنازلات الباهظة الثمن من جانب الحلو لولا حزمة الدولارات التي قبضها في وضح النهار من قبل الكفيل الإماراتي.. إلا أن لعنة نيروبي لم تدعه يلتقط أنفاسه ولو للحظة أو يهنأ بدولاراته التي قبضها في البازار السياسي بكينيا من يد دولة الإمارات العربية الملطخة بدماء الشعب السوداني .. وإنما زلزلت الجبال من تحت أقدامه..فتطايرت صخورها غضبا من سوء صنيعه لتتحول إلي مواكب هادرة، مناهضة له في كل صقع من أصقاع جبال النوبة، وبخاصة في مدينتي كادقلي والدلنج منارتي الفكر والاستنارة بالجبال ومعقل أنصاره صابة جام غضبها عليه ومطالبة إياه بالتنحي عن قيادة الحركة.. علاوة على انسلاخ عدد ملحوظ من ضباط وصف ضباط وجنود من صفوف الحركة و انضمامهم إلى الجيش في كل من الفرق والوحدات العسكرية بالدلنح وكادقلي.. أما ثالثة الاثافي فقد تمثلت في المؤتمر الصحفي الذي عقدته نخبة من ضباط الحركة الناقمين على الحلو وزبانيته بمدينة ببورتسودان في الأسبوع المنصرم والذين أعلنوا من خلاله انسلاخهم عن الحركة وانضمامهم إلى حركة العدل والمساواة التي تقاتل قواتها جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة والقوات المساندة.. فعلا إن لعنة نيروبي لم تدعه يهنأ بدولاراته.. ولن يهنأ بها أبدا لطالما أدار ظهره لقضية أهله.