المقالات

مسارات الوطن | امرأة لا تُكسر.. تصنع الأمل رغم المحن!

9views

مسارات الوطن | امرأة لا تُكسر.. تصنع الأمل رغم المحن!

بقلم: إخلاص عوض يسن
✉️ ekhlasawed@gmail.com

تحية للمرأة في يومها العالمي

في اليوم العالمي للمرأة، نقف احترامًا وإجلالًا لكل امرأة صنعت فارقًا في مجتمعها، لكل من واجهت التحديات بصبرٍ وإصرار، ولكل من رفضت الانكسار أمام المحن. هذا اليوم ليس مجرد احتفال، بل هو محطة للتأمل في إنجازات النساء، ودعوة لمواصلة النضال من أجل العدالة والمساواة.

في كل ركن من أركان هذا العالم، هناك امرأة تقود، تبدع، تحلم، وتغير الواقع. في السودان، حيث تشتد الأزمات، تظل المرأة هي الصوت الذي لا يصمت، والقوة التي لا تنهار، والمستقبل الذي لا يُطفأ.

وفي هذا السياق، نحتفي اليوم بإنجازٍ سوداني جديد، أضاء سماء العالم، وجعل من الإرادة النسوية قصة تستحق أن تُروى…

امرأة لا تُكسر.. تصنع الأمل رغم المحن!

لا أؤمن بكتابة المقالات التي تلمّع الأشخاص، ولا أجد في ذلك متعة أو فائدة، لكن هناك شخصيات لا تحتاج إلى تلميع، لأن إنجازاتها تتحدث عنها، ولأن تأثيرها يفرض نفسه، فتجد القلم مسيّرًا لا مخيّرًا للكتابة عنها. من هؤلاء د. أمل خليل يوسف، المرأة السودانية التي لم تكتفِ برفع سقف الطموح، بل حطمته تمامًا، وصنعت لنفسها ولبلادها مجدًا لا يزول.

في اليوم العالمي للمرأة، وسط منافسة عالمية شرسة، كانت أمل خليل اسمًا لامعًا على منصة التتويج، حيث منحتها المنظمة العالمية للتنمية المستدامة (WASD) جائزة “المرأة الأكثر تأثيرًا في الريادة ومجال التنمية المستدامة”، متفوقة على عشرات النساء من مختلف بقاع العالم. لكنها لم تكن تتويجًا لشخصها فقط، بل كان فوزًا مستحقًا لكل امرأة سودانية تقاتل بصمت في ساحات النضال اليومي، لكل فتاة تحلم رغم الدمار، لكل أم تُربي جيلًا جديدًا يؤمن بالسلام والعدالة.

سودانية من طراز فريد!

حين ننظر إلى مسيرة د. أمل خليل، نجد أن هذا الفوز لم يكن مجرد صدفة، بل نتيجة أعوام طويلة من العطاء والعمل الجاد في قضايا جوهرية تمس الإنسان والمجتمع، حيث لم تكتفِ بالمشاهدة أو التعليق، بل اختارت أن تكون جزءًا من الحل.

لقد كرست جهودها في:

رفع الوعي والتدريب في قضايا السلام، النزاعات، والتعليم المدني.

ترسيخ المساواة بين الجنسين ومناهضة العنف ضد المرأة.

مكافحة العادات الضارة، مثل زواج القاصرات وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث.

دعم وتوحيد المبادرات النسوية وتعزيز العمل الطوعي.

بناء شراكات قوية محليًا ودوليًا لدعم قضايا المرأة والتنمية المستدامة.

تدريس الطلاب ونقل المعرفة للأجيال القادمة.

أمل.. نور يشع في ظلام الأزمات

أن تحرز امرأة سودانية هذا اللقب في ظل الظروف الحالكة التي تمر بها البلاد، فهو إنجاز يتجاوز الفرد ليصبح شهادة تاريخية على صلابة المرأة السودانية، وإرادتها التي لا تنكسر. أمل خليل لم تفز لأنها فقط مجتهدة، بل لأنها تجسيد حيّ لروح السودان، لصمود نسائه، ولحلم ممتد عبر الأجيال.

لم تكن معركتها في التنمية المستدامة مجرد وظيفة، بل رسالة حملتها على عاتقها، وسارت بها رغم كل التحديات، في مجالات تلامس أعمق جراح المجتمع، من التعليم إلى السلام، ومن المساواة إلى محاربة التمييز، ومن تمكين النساء إلى بناء شراكات عالمية تنهض بالسودان.

التنمية المستدامة.. في صميم رسالتها

لقد وضعت أمل خليل بصمتها في تحقيق أهداف جوهرية للتنمية المستدامة، حيث عملت بجد لضمان التعليم الجيد وتعزيز الوعي المجتمعي، لأنها آمنت بأن التغيير يبدأ من الوعي والمعرفة. كذلك، كانت في طليعة من ناضلوا من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات، إيمانًا منها بأن المجتمعات تنهض حين تتساوى الحقوق، وسعت إلى الحد من أوجه عدم المساواة التي تعرقل التقدم المجتمعي.

كما لم تغفل عن قضايا العمل المناخي، لإدراكها أن التنمية لا تكتمل دون بيئة مستدامة. ووضعت جهودها في بناء السلام والعدالة والمؤسسات القوية، لأن الاستقرار هو أساس النهضة. إلى جانب ذلك، آمنت بأهمية إحياء الشراكة العالمية من أجل التنمية، وسعت إلى توطيد العلاقات الدولية لخدمة قضايا المرأة والمجتمع السوداني.

المرأة التي صنعت الأمل.. لأنها الأمل!

في وقت ينهار فيه الكثيرون، تأتي د. أمل خليل يوسف لتعيد تعريف القوة، ليس كقدرة على الصمود فقط، بل كقدرة على إشعال شمعة وسط الظلام، وفتح نافذة في جدار المستحيل، ورسم خريطة طريق لمن يأتي بعدها.

إن فوزها اليوم هو رسالة لكل فتاة سودانية: “أنتِ قادرة.. حتى وإن قال لكِ العالم عكس ذلك!”.
هو رسالة لكل امرأة منسية في الأزمات: “حقك في الحياة لن يسلبه منكِ أحد!”.
هو درسٌ عظيمٌ في كيف تصنع النساء الفرق، حين يُمنحن الفرصة، أو حين ينتزعنها بأنفسهن!

اسم لن ينساه التاريخ!

تحية لهذه المرأة التي لم تنتظر أن يفتح لها أحد الأبواب، بل كسرتها بنفسها، ودخلت بقوة، وتركت بصمة ستبقى للأبد. تحية لكل امرأة سودانية تناضل، تصنع، تؤثر، وتحلم.

في يوم المرأة العالمي، لا نحتفي فقط بد. أمل خليل، بل نحتفي بكل امرأة في هذا الوطن، تصنع الأمل، لأنها هي الأمل!

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

ثلاثة عشر − 10 =