المقالات

صالون_الريس وداعًا كينيا.. ومرحبًا بالشاي السوداني المظبوط!

14views

#صالون_الريس
وداعًا كينيا.. ومرحبًا بالشاي السوداني المظبوط!
د/ أشرف الريس
أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام… لطالما كان السودان من أكبر مستوردي الشاي، حيث تعتمد الأسواق السودانية بشكل أساسي على واردات الشاي من كينيا. لكن مع تصاعد الاحداث والعدوان الصريح من كينيا التي لا صديق لها ولا صليح، أصبح لزامًا علينا البحث عن حلول جذرية تحقق لنا الاكتفاء الذاتي وتقلل من اعتمادنا على الدول التي لا تراعي مصالحنا. وبعد صدور القرار الجريئ من وزارة التجارة بمنع الاستيراد من كينيا من هنا تأتي زراعة الشاي في السودان كفرصة استراتيجية لتحويل المحنة إلى منحة، وتحقيق نهضة زراعية واقتصادية وطنية.
لماذا السودان مؤهل لزراعة الشاي؟
يمتلك السودان كل المقومات التي تجعله قادرًا على إنتاج الشاي بجودة تنافسية، ومنها التمتع بالمناخ المناسب حيث يتمتع السودان بمناطق ذات مناخ استوائي وشبه استوائي، خاصة في جنوب النيل الأزرق، وجبال الأنقسنا، وبعض مناطق دارفور وجنوب كردفان، وهي بيئات شبيهة بمناطق زراعة الشاي في كينيا وسيريلانكا.
وكذلك الأراضي الخصبة حيث يمتلك مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة، التي يمكن استغلالها لإنتاج الشاي بجودة عالية مع توفر المياه بوجود نهر النيل وروافده والأمطار الموسمية، والمياه الجوفية، تتوفر مصادر ري طبيعية تتيح زراعة الشاي بأساليب مستدامة مع امتلاك السودان للخبرة الزراعية فالسودان لديه خبرات متراكمة في زراعة المحاصيل النقدية مثل القطن والصمغ العربي، ما يجعل إدخال الشاي أمرًا ممكنًا وسهل التكيف معه.
ما هي الفوائد الاقتصادية لزراعة الشاي في السودان؟
من الفوائد تقليل الاعتماد على الاستيراد فحاليًا، يتم إنفاق ملايين الدولارات سنويًا على استيراد الشاي من كينيا ودول أخرى، مما يشكل ضغطًا على الميزانية العامة. وزراعة الشاي محليًا ستوفر هذه الأموال وتوجهها لمشاريع تنموية أخرى.
وايضاً زراعة الشاي تساعد في خلق فرص عمل جديدة فزراعة الشاي تحتاج إلى أيدٍ عاملة كثيرة، مما يفتح أبواب الرزق لآلاف السودانيين، خاصة في المناطق الريفية.وايضاً يساعد في تحقيق الأمن الغذائي فإنتاج الشاي محليًا يعزز سيادة السودان الغذائية، ويقلل من تأثير الأزمات الخارجية على السوق المحلية.وستكون هنالك فرصة كبيرة لإمكانية التصدير إذا تم إنتاج الشاي بجودة عالية، ويمكن للسودان أن يصبح مصدرًا إقليميًا وعالميًا للشاي، مما يزيد من العائدات الاقتصادية.
وبالرغم أن الفرصة متاحة، هناك بعض التحديات التي يجب مواجهتها، ومنها عدم توفر مشاتل محلية لشتلات الشاي ويمكن حلها باستيراد بذور الشاي أولًا من دول مثل الهند وسريلانكا، وثم العمل على إنشاء مشاتل سودانية مستدامة.
وكذلك من التحديات نقص الخبرة في زراعة الشاي، ويمكن الاستفادة من خبرات الدول المنتجة عبر التدريب والتعاون الزراعي.وأيضاً من التحديات عدم توفر البنية التحتية الزراعية المحدودة وهنا تحتاج الدولة إلى الاستثمار في نظم الري الحديثة ودعم المزارعين بالتمويل والتكنولوجيا اللازمة.

الخطوة القادمة: متى نشرب الشاي السوداني؟

إذا بدأت الحكومة والمستثمرون المحليون في الاستثمار بجدية في زراعة الشاي، فمن الممكن خلال 3 إلى 7 سنوات أن يكون لدينا إنتاج محلي يغطي احتياجات السوق السوداني، وربما نصدر للعالم أيضًا. عندها اقول بكل فخر:
“وداعًا كينيا.. ومرحبًا بالشاي السوداني المظبوط!”
فهل نحن مستعدون لاستغلال هذه الفرصة؟
#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي
د/ أشرف الطاهر حماد
الأمين العام للجهاز الشعبي لنهضة السودان

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

ستة + ثلاثة عشر =