
#صالون الريس
يا العندي جمالك جنة رضوان
د/ أشرف الريس
أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام…في تطور عسكري مفصلي، شهدت الخرطوم خلال الأيام الماضية تحولات استراتيجية كبيرة مع التحام قوات المدرعات مع قوات القيادة العامة، في خطوة تهدف إلى استعادة السيطرة على العاصمة من قبضة الفوضى وإعادة الأمن والاستقرار. هذه العمليات جاءت بعد تقدم متسارع للقوات المسلحة السودانية والقوات المساندة لها نحو مواقع استراتيجية، حيث تم فرض حصار محكم على القصر الجمهوري وجزيرة توتي، مما يعكس قرب الحسم العسكري وإعادة السيطرة الكاملة على المدينة.
مع تقدم القوات، تم تضييق الخناق على بؤر التمرد داخل القصر الجمهوري، الذي تحول إلى أحد أهم نقاط الاشتباك في المعركة. الحصار المفروض حالياً يهدف إلى قطع الإمدادات عن العناصر المتحصنة داخله، مما يسرّع من عملية استسلامها أو حسم الموقف عسكرياً.
كما شكلت جزيرة توتي نقطة استراتيجية في هذه المواجهة، إذ سعت القوات المسلحة إلى فرض سيطرتها عليها لمنع أي تحركات عسكرية قد تعيق التقدم نحو وسط الخرطوم. المعارك التي دارت هناك أكدت تفوق القوات المتقدمة، مما جعل السيطرة الكاملة على الجزيرة أمراً وشيكاً
مع الانتصارات المتوالية، تحركت القوات المسلحة السودانية و القوات المساندة لها نحو جبل أولياء ، حيث تتواجد آخر معاقل المليشيا المتمردة. الاقتراب من هذه المنطقة يشير إلى مرحلة أخيرة من العمليات، حيث سيتم فرض السيطرة على المدخل الجنوبي الذي يمنح أفضلية تكتيكية في معركة التحرير.
وبالرغم من أن المعركة العسكرية لم تصل إلى نهايتها بعد، إلا أن الحديث عن مرحلة ما بعد التحرير أصبح ضرورياً. الخرطوم ستحتاج إلى جهود كبيرة لإعادة الإعمار، وإصلاح ما دمرته الحرب. ويتوجب على جميع أبناء السودان، حكومة وشعباً، أن يستعدوا لمعركة البناء، التي لا تقل أهمية عن معركة التحرير.
إن المرحلة القادمة لن تكون سهلة، لكنها ستكون فرصة تاريخية لإعادة بناء السودان على أسس قوية. والمطلوب الآن:
1. التخطيط لإعادة الإعمار: وضع خطط واضحة تشمل إعادة بناء البنية التحتية، وتأهيل المؤسسات الحكومية والخدمية.
2. الوحدة الوطنية: تجاوز الخلافات والعمل سوياً من أجل مستقبل مشرق ومستقر.
3. إعادة الاقتصاد للحياة: دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وجذب الاستثمارات لإحياء عجلة الإنتاج.
4. العدالة والمصالحة: ضمان تحقيق العدالة لكل من تضرر جراء الصراع، والعمل على مصالحة وطنية حقيقية.
وأقول ختاماً إن الخرطوم اليوم على أعتاب مرحلة جديدة، حيث يبقى الأمل معقوداً على أبناء السودان لصناعة الغد الأفضل، وتحويل المعاناة إلى قصة نجاح تلهم الأجيال القادمة.
وستعود الخرطوم لروعتها وستكتسي حُلة زاهية..
يا الخرطوم يا العندي جمالك جنة رضوان… طول عمري ما شفت مثالك في أي مكان.
#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي
د/ أشرف الطاهر حماد عبد الرحمن
الأمين العام للجهاز الشعبي لنهضة السودان.