المقالات

صالون الريس رمز السيادة……شرف الوطن  د/ أشرف الريس

25views

#صالون الريس
رمز السيادة……شرف الوطن
د/ أشرف الريس
٢١/ ٣ / ٢٠٢٥ م
أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام… لا تكاد تسعني الأرض فرحاً بهذا اليوم التاريخي من أيام السودان الخالدة حيث يُعد تحرير القصر الجمهوري محطة مفصلية في مسار استعادة الدولة لسيادتها وبسط نفوذها على كامل تراب الوطن. فبعد فترة عصيبة شهدت فراغًا سياسيًا وأمنيًا، جاء التحرير ليؤكد قدرة الدولة ومؤسساتها على استعادة زمام المبادرة وتحقيق الأمن والاستقرار. لكن هذا الانتصار يفرض تحديات كبرى تتطلب التعامل معها بحكمة، وأبرزها عودة الحكومة إلى العاصمة، وفرض هيبة الدولة، والشروع في إعادة الإعمار لضمان استدامة الاستقرار.
لقد أثبت التحرير أن تجاوز الخلافات السياسية والتوحد خلف مشروع وطني جامع هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات. فالتنسيق بين القوات المسلحة، والأجهزة النظامية الأخرى والمقاومة الشعبية والقوات المشتركة وقوات درع السودان ولواء البراء وبقية الكتائب المقاتلة بمسمياتها المختلفة ، وإلتفاف الشعب حول قواته المسلحة واسناده القوى السياسية الوطنية للجيش كان عاملًا حاسمًا في تحقيق هذا الإنجاز.
ومن أهم الدروس المستفادة من هذه الحرب أننا عرفنا أهمية وجود أجهزة أمنية قوية ومنظمة قادرة على فرض النظام وحماية المؤسسات الحيوية. لذا، يجب تعزيز كفاءة هذه الأجهزة عبر التدريب المستمر، والتسليح المناسب، ودعمها سياسيًا واقتصاديًا.
أعزائي القراء الكرام التجارب السابقة تؤكد أن أي فراغ أمني عقب تحرير المناطق الاستراتيجية قد يؤدي إلى عودة الفوضى. لذا، من الضروري اتخاذ تدابير فورية لضمان الأمن والاستقرار عبر تعزيز انتشار القوات النظامية ومنع أي محاولات لزعزعة الأوضاع.
من الضروري انتقال الحكومة من العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان الي عاصمة السودان الخرطوم رمز سيادة الدولة واستقرارها. ولذلك، فإن عودة القيادة الدولة ومؤسسات الحكم إلى مقارها الرسمية ضرورة ملحة لطمأنة المواطنين والمجتمع الدولي، ولتفعيل عمل الوزارات والهيئات الحكومية بما يضمن تقديم الخدمات وتحقيق التنمية.
لا يقتصر استعادة القصر الجمهوري على البعد الرمزي، بل يجب أن يكون نقطة انطلاق لإعادة فرض هيبة الدولة. وهذا يتطلب تفعيل القانون بصرامة ضد كل من يحاول تقويض الأمن أو استغلال الأوضاع لفرض أجندات خاصة وكذلك محاربة الفساد فلا تنهض اي دولة يستشري فيها الفساد ومن الضروري ضمان استقلالية القضاء ليكون الضامن الأساسي لحقوق المواطنين ومحاسبة المخالفين.
يُعد إعادة إعمار البنية التحتية والمؤسسات المتضررة من أولويات المرحلة المقبلة، إذ لا يمكن الحديث عن استقرار دون توفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، والمياه، والصحة، والتعليم. كما أن الاستثمار في المشاريع التنموية سيسهم في خلق فرص عمل، وتعزيز الاقتصاد، ودعم جهود المصالحة الوطنية.
وأقول ختاما تحرير القصر الجمهوري ليس نهاية المطاف، بل هو بداية مرحلة جديدة تتطلب قرارات جريئة لإعادة هيكلة الدولة، وفرض سيادتها، وتحقيق التنمية المستدامة. ومن دون تنفيذ سياسات واضحة تضمن عودة الحكومة، وتكريس هيبة الدولة، وإطلاق عجلة الإعمار، سيظل النصر منقوصًا. لذا، فإن المسؤولية تقع على عاتق الجميع، من قيادات سياسية وعسكرية إلى المواطنين، لضمان ألا يتكرر سيناريو الفوضى، وليكون هذا التحرير نقطة تحول نحو مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا.

#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي
د/ أشرف الطاهر حماد
الأمين العام للجهاز الشعبي لنهضة السودان

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

6 + 14 =