
#صالون_الريس
وداعًا فاروق الزاهر.. رفيق الدرب
د/ أشرف الريس
أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام…. لم أكن أتخيل يومًا أن أكتب عن رحيلك يا استاذ فاروق بهذه الطريقة، أن أرثيك بدمع العين وانكسار القلب، بعد أن غدرت بك يد الغدر والخيانة في حادث مأساوي، خطفته منا في لحظة، كما خطفت معها نفرًا كريمًا من الإعلاميين الشرفاء الذين حملوا على عاتقهم أمانة الكلمة والصورة.
فاروق الزاهر، مدير البرامج في تلفزيون السودان القومي، لم يكن مجرد إعلامي يؤدي واجبه، بل كان شعلة من النشاط والتفاني، رجلًا عشق وطنه وأخلص لمهنته حتى آخر رمق. كان صوته الصادق وصورته الحاضرة في وجدان كل من عرفه، وكان بالنسبة لي أكثر من زميل، كان أخًا وصديقًا لا يُعوَّض.
عرفت فاروق عن قرب، لا سيما عندما جمعتنا رحلة إلى القاهرة في العام الماضي، وهناك تجلى معدنه الأصيل، بروحه الطيبة، وأخلاقه العالية، وابتسامته التي لم تفارقه رغم ضغوط العمل والحياة. كان خير رفيق في السفر، وها هو اليوم يغادرنا في رحلة بلا عودة، لكنه سيبقى خالدًا في قلوبنا بأخلاقه، بأعماله، بصوته الذي لن يخفت في ذاكرة الإعلام السوداني.
لقد كان استشهاده في حادث المسيرة الانتحارية الغادرة، التي نفذتها المليشيا المتمردة، صدمة لنا جميعًا، لكنه رحل واقفًا، كما عاش شامخًا، يؤدي رسالته حتى النهاية. خسارتنا فيه فادحة، ولكن عزاءنا أنه مات في سبيل الحقيقة، في سبيل الوطن، وهو أسمى ما يمكن أن يقدمه الإنسان.
رحمك الله يا فاروق، وأسكنك فسيح جناته، وجعل دمك الطاهر لعنة على من قتلوك، ونورًا يضيء درب كل من يسير على خطاك في حب السودان وخدمته. ستظل في قلوبنا، صوتًا لا يُنسى، وذكرى لا تمحوها الأيام.
#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي
د / أشرف الطاهر حماد
الأمين العام للجهاز الشعبي لنهضة السودان