
دور مؤسسات الخدمة المدنية وموظفيها .. في معركة الكرامة (١_٢)
بقلم: عوض أبكر إسماعيل
إنه من المعلوم لدى معظم المتابعين للشأن العام أن موظف الخدمة المدنية هو الموظف العام الذي يعمل في القطاع العام في منشأة أو وكالة أو مؤسسة حكومية.. لأجل تقديم خدمة للمواطنين تلقاء أجر يتقاضاه من الدولة وفق قوانين ونظم وشروط خدمة تنظم تلك العلاقة.. ولكنا إذاما تتبعنا مسار ووضعية هذه العلاقة في كثير من دواوين الدولة في ظل هذه الحرب لوجدنا أن هناك بعض الدواوين الحكومية بالرغم مما طالها من تخريب وتدمير ممنهج لمقراتها ونهب لاثاثاتها ومعداتها من قبل متمردي الدعم السريع إلا أنها لم تلعن ظلام الحرب وإنما أضاءت شمعة في ولاية أخرى من الولايات السودانية الآمنة والمستقرة.. لاجل مواصلة تقديم خدماتها المميزة لطالبي الخدمة من المستقرين َو النازحين َمعا.. و التي يجب اى تلك المؤسسات المشار إليها آنفا أن يرصع صدرها بالنواشين ويزين جيدها بانواط الصمود والجدارة .. فنذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قطاع المصارف الحكومية ، و بعض الشركات والمؤسسات المملوكة للدولة والجامعات، علاوة على هيئات الكهرباء و المياه والأخيرتين ظل التمرد واعوانه يستهدفهما بين الفينة والأخرى للحيلولة دون تقديم خدماتهما الجليلة للمواطن البسيط المغلوب على أمره سعيا لإذلاله وتركيعه لكنه لن يتحقق له ذلك ابدا.. بالإضافة الي المستشفيات والتي يتصدرها مستشفى النو بمحلية كرري بامدرمان.. فضلا عن ولاية الخرطوم التي ظل واليها شامخا كالطود بين هدير المدافع وازيز المسيرات وهو يتحرك هنا وهناك لأجل إصلاح الاعطاب التي أخذت تصيب المنشآت الخدمية بالولاية من وقت لآخر جراء عمليات القصف المستمر من قبل التمرد غير آبه ولا مكترث بالقذائف الصاروخية ولا بالمسيرات الحربية القاتلة التي تمر فوق رأسه.. وعلى عكس ذلك تماما هناك مؤسسات وهيئات حكومية خدمية أو إنتاجية أخرى لم تتأخر قط في تخفيض عمالتها أو انزالها في إجازات بدون مرتب لتدفع بهم من حيث لا تدري إلى مراكز الإيواء بالداخل أو منافي اللجوء بالخارج دون أن ترمش لها جفن تهربا من دفع تكاليف الحرب التي دفعها كل مواطن سوداني شريف من دمه وقوت عياله و حصاد عمره.. وذلك تحت ذريعة الحفاظ على المنشأة من التهلكة.