الجنينة ـ المجرة
تقرير : المجرة برس
يعتبر مشروع هبيلا الزراعي في ولاية غرب دارفور احدى المشروعات الزراعية القومية التي تنتشر في معظم ولايات البلاد لتنمية وتطوير الزراعة وتوفير الحبوب الغذائية والمحاصيل النقدية التي تعمل على تغذية الاسواق المحلية والقومية والاسهام في تحسين الاقتصاد القومي بتصدير الفائض للاسواق العالمية بجانب توفير فرص العمالة للمواطنين حول المشروع والتقانة للمزارعين المحليين الامر الذي يساعد في تحسين الظروف المعيشية وتنمية الخبرات الزراعية المحلية وتطويرها في المجالات الزراعية التي تستخدم فيها الاليات والقنيات الزراعية الحديثة
عمل المشروع على انتاج الحبوب الغذائية والغلال بجانب المحاصيل النقدية خلال تسعينيات القرن الماضي بصورة جيدة إلا ان الحرب التي دارت في دارفور وضعف الامكانيات وعدم الاهتمام بالزراعة ومشروعاتها من قبل الحكومة الاتحادية والولائية عوامل عجلت بوقف العمل في المشروع منذ عام 2004م وحينما شعرت حكومة الولاية باهمية مشروع هبيلا الزراعي بدأت في عام 2017م في ترتيب اوراقها لاعادة الروح لهذا المشروع الاقتصادي التنموي في الولاية والذي تبلغ مساحته (31726) فدان تمتد على ضفاف وادي ازوم في اراضي زراعية صالحة لزراعة معظم المحاصيل الحقلية والبستانية اضافة الى المحاصيل النقدية ، وادخلت ادارة المشروع السابقة تجربة زراعة السمسم والذرة بانواع مختلفة في الموسم الزراعي الماضي إلا ان تلك التجربة اصطدمت بقلة الامكانيات وعدم الاهتمام من الحكومتين الولائية والاتحادية انذاك الامر الذي ادى الى فشله وكأن الامر ليس بذي جدوى فتكررت التجربة في هذا الموسم الزراعي الصيفي رغماً اعفاء الادارة القديمة وحل مجلس ادارة المشروع إلا ان المشكلات التي تواجه المشروع ما زالت في محلها بل وازدادت تعقيداً مع شح السيولة في بداية الموسم الزراعي الصيفي مما نتجت عنها انتاجاً في حدود المتوسط لمحصول السمسم وفوق المتوسط لمحصول الذرة بانواعها الثلاثة التي تكت زراعتها في المشروع وعلى خلفية تلك الحالة بعثت وزارة الانتاج والموارد الاقتصادية بلجنة الى مقر المشروع في محلية هبيلا للوقوف على المشكلات التي تواجه العمل وامكانية وضع الحلول لها وابان الاستاذ عبدالله اسحق رئيس اللجنة ان المشروع حقق بعض النجاح في الموسم الحالي فيما كانت هنالك العديد من المشكلات التي واجهت ادارة المشروع مؤكدا الحرص على تقديم تقرير دقيق لحالة المشروع من حيث الاليات المحاصيل والميزانية الموضوعة والمشاكل التقنية التي ادت الى تدني الانتاج وقال ان وزارة الانتاج والموارد الاقتصادية شرعت في تهيئة السبل الكفيلة بتوسيع المساحات المزروعة في المشروع مع ادخال محاصيل اخرى لزيادة الانتاج وقال ان مشروع هبيلا يعتبر احد الروافد الهامة لتدعيم الاقتصاد المحلي والقومي وتحقيق الامن الغذائي في غرب دارفور وتصدير الفائض الى الاسواق العالمية الامر الذي يجعل من اسواق المحاصيل في غرب دارفور قبلة للتجارة العالمية
وتناول المهندس عمران احمد منصور المدير العام لمشروع هبيلا الزراعي في ولاية غرب دارفور العديد من المشكلات التي تواجه ادارة المشروع لتحقيق الاهداف التي جاء من اجلها المشروع مشيرا الى ضعف التمويل من حكومة الولاية وعدم اهتمام الحكومة الاتحادية بالمشروع منوهاً الى اهمية تحديد صبغة تبعية المشروع وتوفير ميزانية مخصصة له من اجل القيام بالدور المنوط به وقال ان من ابرز اهداف المشروع تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية وتغذية الاسواق في الولاية والبلاد وتصدير الفائض الى الاسواق العالمية الى جانب المساهمة في تخفيف حدة الفقر بتوظيف المواطنين حلوه في العمل في عمليات الفلاحة وتوعية المزارعين من خلال الارشاد الزراعي وقال ان المشروع يقع في منطقة تتعدد فيها المناخ وذات تربة خصبة صالحة لزراعة مختلف انواع المحاصيل الزراعية واقر ان ادارة المشروع واجهت العديد من الصعوبات خلال الموسم الزراعي الصيفي والذي تمت فيه زراعة (500) فدان من جملة (31726) فدان واعتبر المدير العام لمشروع هبيلا الزراعي ان قلة الايدي العاملة وندرة الاليات الزراعية وافتقار منطقة المشروع للمياه الصالحة للشرب ونقص التمويل من ابرز مهددات استمرار عملية الانتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي وابلغ عمران احمد منصور ان الدول المجاور للبلاد في غرب افريقيا لها القابلية للاستفادة من المشروع في حالة توفير مقومات العمل فيه من اجل زيادة الانتاج
وعن مستوى الانتاج لهذا الموسم ابان المدير العام لمشروع هبيلا الزراعي ان نسبة النجاح في محصول السمسم متوسطة فيما ارتفعت نسبة النجاح في محصول الذرة بانواعها فوق المتوسط وقال ان النسبة المتدينة جاءت نتيجة للامطار الغزيرة التي اضرت بعملية النمو وقلة الايدي العاملة والحشائش الكثيفة التي نبتت في المساحات المزروعة نتيجة تأخر بداية استزراع المشروع لعدم توفير المال له في الوقت المناسب ودعا الى الاهتمام بالمشروع ولائياً ومركزياً