بدأ المفكر الاسلامي والقيادي بحزب المؤتمر الوطني بالسودان، اكثر سعادة وهو يتنسم رياح التغيير التي طالما نادى بتنسمها داخل مكونات حزبه، وهو يعلن عبر صفحته على الفيسبوك يوم السبت قيام حركة المستقبل للإصلاح والتنمية، كحركة شبابية جديدة طالب بتكوينها الشهر الماضي، مؤكداً ان التغيير الآن يصنعه اشخاص، قطعوا على انفسهم ان يكونوا صناع التغيير الحقيقي الذي يهدي الى الاصلاح الشامل والتنمية المستدامة والمستقبل الواعد.
شرارة تغيير من الداخل !
يعتبر “أمين حسن عمر” أول من اطلق الدعوة للوطني بعدم الدفع في اتجاه التجديد للرئيس السابق عمر البشير، للحفاظ على الكيان الاسلامي ولتجديد الدماء وترك فرصة للاخرين لإسباغ فكر جديد، الا ان دعواته وجدت استهجان من قبل قطاعات واسعة داخل الحزب بما فيهم الرئيس نفسه.
لم يسلم أمين بمجاهرته تلك فكان الابعاد مصيره في أول انتخابات للكليات الشورية للمؤتمر الوطني، واصبح خارج المكتب القيادي، لكن سرعان ما تدارك البشير اخفاقه، فأعاده الى المكتب القيادي عبر نافذة التعيين التي تتيح للرئيس تعيين اعضاء لعضوية المكتب القيادي، لكن تراجعه لم يشفع له لدى رجل الحزب المفكر، فجاهر مجددا بعدم التمديد لدورة رئاسية جديدة، ووجد كتلة من المؤيدين لرؤيته، لكن انقسمت عضوية الوطني بين ذهاب الرئيس او البقاء والتمديد لدورة جديدة، وفي ظل تفاقم الاوضاع لسياسية في البلاد قام البشير، بأجراء بعض التعديلات على هيكلة الحزب للمزيد من ضبط الايقاع داخله فكانت تولى الثمرات هو ارتفاع عدد الاصوات المنادية بتعديل الدستور الانتقالي ودستور الحزب بما يسمح للرئيس الترشح مرة أخرى عقب نفاذ كل الفرص. احدث البشير التغيير وانتظر النتائج، لكن رياح الاعاصير رفضت النظام الحاكم في اعقاب تفاقم الاوضاع الاقتصادية دون حلول فكانت الثورة التي اخذت الرئيس الى الريح.
نصيحه للحزب !!
مناداة أمين بالإصلاح وتجديد دماء الحزب، اشار اليها عبر صفحته على الفيسبوك وهو يؤكد على مناصحته إخوته في حزب المؤتمر الوطني، بضرورة إجراء تغيير في الحزب، وذكر انه كتب من قبل مذكرة بضرورة نهوض حزبه إلى تغيير ما بنفسه، وقال فإن من لا يغير ما بنفسه سيغيره اخرون، واضح انه لا يمكن لحاكم أن يخلد في الحُكم وان كم من نظام حكم أو حاكم ظن انه يخلد بنفسه أو بحزبه أو بنسله فخيبت الحادثات أمانيه وظنونه، وبددت أوهامه وحيرت فهومه، فإنما يخلد الزعماء عبر الحقب وتبقى ذكرى الأحزاب عبر الأزمنة، بمنجزاتها وكسوبها لا برموزها وشخوصها)، ولكن أصحابنا يومذاك استغشوا الثياب وظنوا أن ما كنا نقول نعيق غراب.
الوطني يلتقط الانفاس ..
وفيما يرى كثير من المراقبين ان حزب المؤتمر الوطني بدأ يستعيد قواه مجددا عقب زوال حكمه في ابريل الماضي، سيما بعد تكوينه الجديد بقيادة أ.د ابراهيم غندور، الا ان أمين حسن عمر شكك في إمْكانية استمرار حزب الوطني لما أصابه من اعطاب، وقال: ان مقصد التغيير الحقيقي لا يتوقف مفهومه عند تغيير رئيس حاكم أو حزب حاكم أو نظام حاكم وإنما هو تغيير شامل لنظام السياسة المعطوب كله من الرأس إلى أخمص القدمين، وعطبه بلغ به مبلغ لا يجديدى معه تغيير الأجزاء، وإنما استبداله إلى نظام بديل، وتحسر على ما آل إليه وضع حزبه الذي كان ينتظر منه أن يكون فكرة تتجاوز كل أخطاء الأحزاب الأُخرى، الا انه أي الحزب ورغم التفاف الشّباب حوله والتّضحيات التي قدّموها، انتاشته اسهم الصراع حول السلطة وفشل في علاقاته الخارجية بالمحاور التي كان ينتظر منها الدعم بلا طائل رغم صافرات التّنبيه للحزب، وقال: المؤتمر الوطني نشأ على فكرة أرادات أن تتجاوز كل ذلك التاريخ الحزين، وألتف حوله وحولها شباب صادق بذلوا التضحيات، وقدموا الشهداء بالألوف ثم أنتهت الفكرة إلى مشروع للسلطة يستدام بتحالفات قبلية وعشائرية ومناطقية.
وذكر انه من الضّروري عدم الانخراط في تشكيل حزبي الوقت الرّاهن لان الحوجة إلى حركة تقود البلاد الى مستقبل مختلف وإن المطلوب فى الواقع الراهن ليس إنشاء حزب، ولكن ابتدار حركة تغيير تقود البلاد إلى مستقبل مختلف، وقال ان مجريات السياسة في البلاد تعيش حالة إفلاس في قياداتها وأفكارها وان السياسة في بلادنا وقفت على أبواب الأربعينيات، ووصف نظامها بالثوب القديم المهترئ المرقع الذى ما بات يحتمل أن تُشد أطرافه ليُعاد حياكتها ، فلم يبق إلا البحث عن ثوب متين جديد.
قتل الحزب !
وكان أمين قد دعا شباب المؤتمر الوطني الشهر الماضي الى تأسيس حزب جديد، مؤكداً ان حزب المؤتمر الوطني انتهى الى غير رجعة واتهم قياداته بالقضاء عليه في سبيل مصالحهم الشخصية.