طبعا الواحد لمن يكون في رخاء و عافية ما بتذكر الحاجات التانية، انا واحد من الناس طولت جنس طولة ولا صداع ساكت ما جاني، ياخي اليوم داك بدون اي مقدمات شافعي الصغيير ( حمودي ملاح)، سبحان الله دا اصغر اولادي و مسميه على اصغر اخواني، اها اغرب حاجة انا اغلب شفعي ديل ما حضرت ولادتهم؛ فالشافع دا للمصادفة حضروا ولادته كل ناس البيت :
حمد المسمينو عليه جاء الكويت،
فاطمة و وداد جن من الخرطرم،
فخري جاء من النيل الابيض،
منال جات من كدام،
و ازرق جا من السنوط،
و انا الماشي ذي (دوار جمل نسيبته) اليومين ديلك هبطت في الوطاة، يعني ماشاء الله تبارك الله لمينا لمة سمحة جنس سماحة؛ و سبحان الله كلنا متفقين علي اسم حمد، حتى زميلتي ( فاطمة شيخ الدين) الجاتنا في المستشفى لحظة ولادته قالت لينا المولود دا اسمه حمد ، و الاغرب من كدة كانت صورة الموجات قبل الولادة مطلعاه بنت و انا مسميها ( منال) على اختي الاكبر مني؛ و لكن شافعي (فخري) الاكبر من المولود دا مباشرة كان مصر علي انو الحمل دا ولد و اسمه ( حمودي)؛ حاولت افهم فخري بان الدكتور قال المولود بنت؛ فكان بغالطني بان الدكتور ما فاهم حاجة و هو متاكد من انه ولد؛ طبعا يومي انا و فخري في نقاش مضحك من هذا الطراز و لكن في النهاية طلع فخري افهم مني و من الدكتور بعد ما طلع المولود ولد؛
انا شخصيا قاعد اريد البنات اكثر من الاولاد و بفرح بيهن و بعمل ليهن هيلمانة أكثر من سماية الاولاد لان من خلال تجربتي لقيت البت مهمة في البيت اكثر من الولد و كمان حنينة لو ابوها او امها جاه صداع ساكت تاني ما بترتاح الا يلقى العافية؛ لكن كان حضور حمودي الصغير احلى عندي من حضور كل اولادي خاصة و اني مسميه على اصغر زول في البيت و اكثر زول انا و هو ما قاعدين نتلاقوا كثير يعني طول زمننا مشتاقين لبعض؛ حمودي الصغير تفتح في البيت كالزهرة لون و رائحة و كلنا اعمامه و عماته و اخواله و خالاته لافين حوله كالفراشات حول الورد؛ القريب جنبه و البعيد متصلا صباحا و مساء بسال عنه؛ بعد اربعين يوما اصيب حمودي الصغير بالتهاب او نزلة برد عادية فذهبنا به للمشفى بعد الفحص و قبل نتيجة الفحص حقن حمودي دواء و كانت الجرعة اكبر من طاقته فاصيب بهبوط؛ فقرر الدكتور اعطاءه محلول وريدي و لسؤ الحظ اعطي كمية اكبر من المطلوب فكانت النتيجة فقدان للاوكسجين؛ فقرر الدكتور اعطاءه اوكسجين و حتى الاوكسجين تم اعطاءه اوكسجين بي كينين بدلا من اوكسجين بملح، فساءت حالته؛ الطاقم الطبي الموجود ديل ما القبيل لا دا دكتورنا داك ولا دي ممرضتنا ديك! الدكتور دا حتييين بحااااااول بكل ما يملك لانفاذه : مرات ينفخ في خشمه؛ و مرات يضغط في بطنه؛ و هو بحاول و بهز راسه اسفا و دموعه في صدر الشافع، انا ماسك شافعي و شافعي يقاوم في الموت و انا ما عندي اي حاجة اقدمها له الا قول حسبنا الله و نعم الوكيل؛ على الرغم من صغر الشافع لكن كانت مقاومته كبيرة جدا حيث مكثنا على هذه الحالة اكثر من ساعتين و بعديها ادانا الروح؛ دي كانت اطول ساعتين في حياتي و اول مرة يحدث امر يخصني مثل هذا و انا لا حولا ولا قوة لي؛ امر احساس يمكن ان تتذوقه هو ان يموت جناك قدامك و انت تكتفي بالمشاهدة؛ بعد رجوعي من المقابر حسيت انا دفنت حاجات كثيرة هناك و طوالي جاتني حمى رقدت على اثرها قرابة الاسبوع لم افيق منها الا بعد مرض والدتي المفاجئ حيث اصيبت بجلطة الامر الخلاني اتحرك معها للابيض تاركا خلفي كل عقاقيري و علاجاتي، الحمد لله الحاجة شفيت و رجعت ذي ما كانت؛ و انا حمتي مرقت من خلعة مرض الحاجة؛ و دي الدنيا كدة :
لمن مات ولدي قلت خلاص الحياة وقفت!
و لمن مرضت انا بقيت في نفسي!
و لمن مرضت الحاجة نسيت مرضي!
و لمن دخلت مع الحاجة المستشفى و شفت المرضى قلت الحمد لله امي بخير؛
فالحمد لله انا و والدتي الان بخير و مؤمن بقضاء الله وقدره؛ و شاكر لكل من وصلني او هاتفني او سال عني او افتقدني ، نسال الله لي و لكم العافية و متواصلين في الافراح.
500