![](https://almjarah.net/wp-content/uploads/2020/01/علم-السودان-2.jpg)
تسارع الخرطوم الخطى في هذه الأيام من شهر مايو الحالي لمنع وصول بعثة الأمم المتحدة إلي البلاد لدعم حكومة حمدوك بغرض اسكات الأصوات الوطنية من أبناء السودان الرافضيين لتحويل السودان إلى مستنقع كما يجري الحال الآن في ليبيا وسوريا.
وبالرغم من مساعي الفاعلين الدوليين وبعض دول الجوار بشكل واضح في دعم مفاوضات السلام في منبر جوبا بين الوفد الحكومي وحركات الكفاح المسلح لتجنيب السودان من الوقوع في فخ الفوضى الخلاقة، كما حدثت في عهد النظام البائد إلاّ ان أصرار حكومة حمدوك وأطلاق ساقيها للريح لإدخال السودان تحت الفصل السادس للأمم المتحدة لإعادة ترسيم حدود البلاد البحرية والبرية من جديد.
لماذا اتجهت بوصلة دول الترويكا وبعض دول الإتحاد الاوربي تجاه ليبيا والسودان بعد أن كانت مسلطة شرقاً نحو العراق وايران وسوريا؟ وما مطامح تلك الدول في السودان وليبيا وإثيوبيا في ظل التنافش الدولي ؟ وما آثار ذلك على الوضع الأمني والإقتصادي والسياسي والأمن الغذائي في المنطقة؟
يرى الخبير في القانون الدولي دكتور احمد حسين ادم أن خروج الخرطوم من الساحة الإقليمية والدولية بسبب حالة الإنكفاء الداخلي التي مرت بها طوال سنوات عهد الأنقاذ أدت إلى تفاقم أزمات السودان وفتحت شهية الدول التي تبحث عن موارد الطاقة الكبيرة من النفط والغاز الطبيعي للاستفادة من تلك الثروات ولا سبيل للخروج من الأزمة التي تعيشها السودان سوى أنتهاج مسار الحوار الشامل والمطابق لمعايير الديمقراطية وتمكين الفرقاء من صياغة حل توافقي يجمع الإرادة الوطنية لا يفرق ويمنح للشعب السوداني بكافة مكوناته الفرصة لحسم التدخل الاجنبي في شأن البلاد.
وفي ذات السياق يرى الخبير في العلوم السياسية والدراسات الإستراتيجية دكتور عبدالمجيد عبدالرحمن ان دول الأتحاد الأوربي وامريكا تحرك بعض الدول بالوكالة للإنخراط سياسيا وعسكريا في ليبيا والسودان لتكون قريبة من اطراف الصراع لقطع الطريق أمام دعم الخليفة حفتر وفائز السراج وتعزيز مصالحها في إعادة إحياء الأستعمار العثماني الجديد وبسط نفوذ واسع لابناء أتاتورك علي منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا.
وعلى صعيد آخر يقول الخبير الأقتصادي حافظ إسماعيل ان الوطنيين السودانيين شرعوا في معارضة التدخل لقوات الأمم المتحدة لكن تأخر مساعيهم كثيراً بحيث أصبح صعبا عليهم استدراك المسافة الفاصلة بينهم وبين اللاعبين الآخرين الأمر الذي ترك السودان اليوم بلا خيارات ونشهد حالة السيولة وعدم الإستقرار علي حدود البلاد مع ليبيا وإثيوبيا سيؤدي إلى زعزعة إستقرار الوضع داخل السودان ويساهم في الأنطلاقة المبكرة لبعثة الأمم المتحدة وإقامة حكم خارجي، كما تم نشر بعثة الأمم المتحدة بالفغل في ليبيا و لكن لا نرى انها صنعت سلام .
ويتفق الخبراء ان السودان الذي يملك اطول حدود برية مع ليبيا وإثيوبيا وتشاد ومصر وافريقيا الوسطي سيضع أمام الأمر الواقع بزعزعة أمنه الداخلي واستقراره السياسي والإقتصادي وأمنه المائي لزيادة عدد اللاعببين الدوليين والمؤثرين في الصراع والزج فيه من كل لاعب بغرض تحقيق مصالحه، وقد تتجه البلاد إلى موجة من الصراع اكثر حدة من المواجهات السابقة وسيكون مسرحها الأساسي الساحل الشمالي الليبيي ووسط السودان والساحل الغربي وسط وغرب أفريقيا
ويؤكد الخبراء أن ارتفاع مستوى التدخلات الدولية في الصراع السياسي الليبيي والسوداني في الفترات الآخيرة حتي تحول الصراع إلى حرب بالوكالة حسب الكثير من المتابعيين للمشهد السوداني الليبيي، ويعاني الموقف الإوربي من الأنقسامات جراء وجود حالة من إختلاف المصالح أو تعارضها وتتشارك الدول الإوربية في مخاوفها من التقارب الروسي التركي في ليبيا وتهميش المصالح الإوربية، ومن غير المرجح ان تفلح الجهود الأممية علي المدى القريب والمتوسط في وضع حد للنزاع الدائر في ليبيا في ظل تجاذب الأطراف الدولية الداعمة للفرقاء الليبيين.
كوش نيوز