آمال كباشي….. تكتب
حمدوك…..وتجاوز المطبات
عند جلوسه على الكرسي كان حمدوك قد قطع عهدا مع نفسه أنه رئيس للوزراء لكل السودان…
والآن…. تتقارب ساعات الذروة في التوقعات المتضاربة. المتناقضة. المتفائلة. المشائمة. وتحتبس الأنفاس قسرا… والأبصار شاخصة وخفقات القلوب تتسارع… والثلاثون من يونيو يقترب.. بل هي سويعات فاصلة …. والعاصمة مدينة المفاجآت…. فهنا جسور تغلق تحوطا للغضب الشعبي….. وهناك خلايا سرية يتم إجهاضها وسط الخرطوم تهدد أمن العاصمة القومية …… وفي الحدود مع ليبيا مرتزقة يتم القبض عليهم …. و تفيد الأنباء بدخول قوات شرسة عبر بوابة أمدرمان الغربية….في ظل غلاء طاحن تعيشه البلاد… والدولار يستعر متشظيا…. والكهرباء والمياه تستقبل بالزغاريد والعناق عودة حبيب منتظر بعد طول غياب… والأسواق تلتهب نيرانها وتلتهم بشراهة وتقول هل من مزيد… والجزيرة الخضراء تبتهج لبشرى صبير بوعد صرف رواتب مايو المنصرم …. وصفوف الخبز تعود للتطويل بعد انفراجة لم تدم طويلا …… وأمام كل ذلك سجون تعج بالمعتقلين السياسيين وسط أمواج هادرة من غضب ولعنات ودعوات ذويهم….. وعن اليمين من ذلك جرائم سلب ونهب وقتل وإعفاءات وإقالات وفصل تعسفي متعمدا سرى سريان النار في الهشيم……. وعن الشمال توظيف وتمكين يتهمه الكثيرون أنه محاباة بلا كفاءة و لا جدارة……. وفوق هذا وذاك مؤتمر ( الشراكة) الذي وصف بمؤتمر(الله يدينا ويديك) عند بعض النخب السياسية والثقافية وسماه البعض الآخر ( بالمانحين) ووصفه بأنه دعم معنوي كبير……… وفي وسط هذا الحال المترائي تظهر لجنة لإزالة التمكين … يصفها الثوار الحالمون بوطن الجمال في كنف الحرية والسلام والعدالة…. أنها إنجاز يعزيهم ويسليهم واقع الحال….. وعند كثير من العدليين والقانونيين والاستشارين والمتضررين من الأسر والشركات والمنظمات وغيرهم من المغبونين ما هي إلا فوضى عارمة تنهش في دولة المؤوسسات العدلية وتغتالها بلا هوادة….. وتحت هذه البراكين التي تمور مورا يتحرك طوفان الثوار المتجدد المتوعد الذي تدفعه أهدافه العليا المتعددة والمتنوعة والتي أبرزها ثورة الجوع العاصف وتردي الخدمات وإقفال المشافي و انعدام الدواء ونسبة ارتفاع معدلات الموتى بسبب الأوضاع المتهالكة……. والإصرار الملح على تصحيح مسار الثورة الماجدة بحكومة كفاءات عاجلة تنتشل هذا الشعب الطيب الكريم الأبي من هاوية اللارجعة إلى حيثما كان قبل عام أو يزيد… وغاضبون قد تخرجهم الغيرة على هويتهم المستفزة بحسب ما يشعرون……. ووقود هذا الحراك الشعبي المتعاظم هو القصاص لدم الشهداء الذين مهروا بدمائهم الثورة المجيدة التي جاءت نقية نقاء شبابها الأوائل…. فهل يا ترى يمكننا الرهان على…. حكماء الأحزاب مجتمعة وشرف الجيش والقوات النظامية الأخرى وبسالة الدعم السريع وبنوة الحركات المسلحة ومبادرة المعارضة المساندة ….. والرهان الأكبر إيجابية السيد حمدوك المعهودة …… هل يمكننا أن نراهن على ما بقي من بصيص أمل من هؤلاء مجتمعين على أنهم سيفاجئون هذا البلد الحالم باتخاذ إجراءات جريئة وشجاعة وحاسمة وسريعة من أجل هذا الشعب الذي حتما سينتصر؟؟!!!!!