قرأت تحليلا دقيقا جدا. ومنطقيا وموضوعيا وواقعيا…. للكاتب الحصيف والمعلم القدير… ( أبو المعتصم)
عقد فيه مقارنة صادقة بين الثورة الفرنسية (الميكافيلية) التي سقطت بعد عام واحد لفشلها وتجويعها للشعب الفرنسي وذلك لأنها جاءت على شاكلة شعار (تسقط بس ) المنسد فقد جاءت مجردة من الخطط والبرامج التي يمكن أن تستقيم عليها دولة وتستقر لا سيما الاقتصاد الذي يمثل العمود الفقري للدولة وما نحن( فيه اليوم)… و أن الوسائل في الثورتين هي نفسها والأساليب كذلك…. وقع الحافر على الحافر….. وسائل الإشاعة والكذب والتضليل والتدليس والتخوين والشيطنة والتجريم والعقاب بنظام (حرق الشخصية) اجتماعيا للمنتسبين للنظام المخلوع وإن كانوا نظيفين ونزيهين وحكماء وعقلاء فقط جريرتهم أنهم محسوبون على ذلك النظام ( وهو حقامخلوع خلعا)….
فأعجبت بالمقارنة ( ال typical) أيما إعجاب. فرددت عليه ب لايك كبير ثم أردفت
ولكن لا ننسى أن الإسلاميين أدوا (الميكافليين الملاعين ديل. والعملاء والخونة.) …بحسب تعبيره… أدوهم فرصة بالتساهل. والعفوية المطلقة…. لم يهتموا لمحاربة الفساد والمفسدين…. أمعنوا في المحاباة. والظلم في الخدمة المدنية….لم يستحيوا من تداول المناصب بين أفراد معينين طيلة الثلاثين عاما…. لم ينتبهوا لتوظيف الجيوش الجرارة من الخريجين….. وعدم الاستفادة من الطاقات الشبابية… وكانت قاصمة الظهر تدمير مشروع الجزيرة والمناقل والسكة حديد. وعدم الإنتاج وعدم الاهتمام باستدرار الموارد الطبيعية للسودان الغني جدا بها….. قضوا ردحا من الزمان في اختلافاتهم مع بعضهم البعض وانشقاقهم وعدم التعاون وحياكة مؤامراتهم لبعضهم…. لم يعملوا على الفسحة لمزيد من الحريات التعبيرية والانتقادات البناءة…… في عهدهم سرحت ومرحت الواسطات التي أبعدت الكثير من الكفاءات وجاءت بكثير من محدودي الفكر…. معدومي الضمير…… أخطأ الإسلاميون. ولكنهم لم يفشلوا بل أنجزوا إنجازات عظيمة شاهدة على عهدهم رغم أنف المنكرين ولكن خطأهم كان قاتلا.!!!!!!. فكانت غلطة الشاطر بمليار غلطة
ليتحمل الإسلاميون غلطهم وليكونوا أشداء في مواجهة أنفسهم مثلما كانوا أشداء عند طرح مشروعهم الحضاري. والعمل له زمنا ليس بالقصير…. حققوا نجاحا باهرا. مدهشا.عظيما ضخما جبارا لايتسع المجال لذكر محاسنهم ومآثرهم ولا ينكرها إلا مكابر ظالم …. ولكنهم أخطأوا. وظلموا…. ولم يراجعوا. أنفسهم حتى فات الأوان……. فهم اليوم شركاء مع ( الكابوس الحاضر) في ما انتهى إليه السودان البلد الطيب بشعبه إلى تلكم المرارات والجراحات والمآسي. الطااااااااحنة
آمال كباشي
أغسطس 2020م