قياس أهمية الإنسان في عالمنا هذا ، باتت ترتبط بأهمية أثره على الآخرين ، لذلك نجد إن أكثر الناس تأثيراً في عالمنا اليوم ، هم الذين يؤثّر قرارهم على أكبر دائرة من البشر ؛ فقادة الدّول الكُبرى التي تتمتع بإقتصادٍ قوي ، وتسليحٍ حديث فاعلٍ ومدمر ، ونسبة سكان عالية مقارنة بمن هم في محيطها القريب أو البعيد ، سيكونون الأكثر نفوذاً ، لذلك نجد أن أي موقف أو حديث لأي من زعماء تلك الدول ، يحسب له الآخرون الف حساب ، سواءً كانوا أصدقاء وحلفاء ، أو سواءً كانوا خصوماً أو أعداء الّداء .
بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي في العام 1991 م شعرت الولايات المتحدة بأنها أصبحت القطب الوحيد الذي يحكم العالم وفق مصالحه ، وإنقادت دولٌ كثيرة لهذا الفهم ، خاصةً تلك التي ترتبط مصالحها بواشنطن ، أو تلك الدول الضّعيفة أو التي تحالفت ذات يومٍ مع الإتحاد السوفيتي الذي أفلَت شمس دولته .
بالمفهوم أعلاه يصبح الرئيس الأمريكي – أي رئيس – هم أهم شخصٍ داخل الولايات المتحدة الأمريكية لأن قراراته لايقف تنفيذها عند حدود بلاده ، بل يتعداها إلى كل العالم ، وفق المصالح الأمريكية العامة المبنيّة على الأمن القومي المتفق عليه هناك ، ووفق الإستراتيجية المرتبطة بالمصالح الإقتصادية الكُليّة ، وهنا يأتي دائماً دور الشّركات الكبرى المتحكّمة في صناعة القرار الأمريكي ، فمصالحها فوق مصالح الجميع .
إذاً الرئيس الأمريكي هو الشخصيّة المؤثرة في العالم وفي صناعة القرار السّياسي فيه ، وهو الذي يضع أمامه خارطة ” جيو سياسية” توضّح حدود الأمن القومي الأمريكي ، لذلك ولكل ماسبق ذكره يكون السيد “دونالد ترامب” وهو الرئيس الخامس والأربعون لبلاده ، أهم شخصية أمريكية في عالمنا اليوم ، وهو قبل الرئاسة وبعدها رجل أعمال وملياردير ، وإعلامي أعد وقدم عدداً من البرامج التلفزيونية وأنتج العديد من الأفلام ، ويملك قرابة الثلاثة بلايين دولار أمريكي .
“ترامب” يصل إشعاع أهميته لمن هم حوله ، بدءاً من زوجته ” ميلانيا” ثم زوجتيه السّابقتين ، ثم أبنائه وبناته الخمسة . ويعتبر ” ترامب” لدى كثير من الأمريكيين شخصيّة شبه أسطورية لأنه صاحب سلسلة من المطاعم ومجموعة من الإستثمارات المختلفه ومطور عقاري و و و و و و و .. وهو عضو فاعل داخل الحزب الجمهوري ، وممول أيضاً .
كما نعلم جميعنا ، أصيب الرئيس الأمريكي ” دونالد ترامب” بأكبر مهدّدٍ صحي ضرب العالم مؤخراً ، ونقصد فايروس كورونا ، أو (الكوفيد 19) ، ومع تمنياتنا له ولزوجته ” ميلانيا ” بعاجل الشفاء ، إلا أنه و بمتابعتنا لعدد من القنوات والمواقع الإلكترونية الأمريكية ، وجدنا من يتعاطف مع الرئيس ، ووجدنا من يشكّك في كل شيء ، ورسخ في ذهني ما كتبه أحدهم مشككاً في الكورونا نفسها ، إذ كتب إن ترامب يعتقد أنه أذكى من الطبقة المستنيرة التي تتهمه بالتآمر على العالم ، من خلال تصنيع هذا الفايروس الخطير ، بل وتتهم معه وزير الصحة ” فوشيه” الذي سبق أن قام برفع دعوى قضائية في مواجهة عالمة أحياء كشفت عن أنها كانت ومنذ العام 2017م ضمن فريق أبحاثه لتصنيع سلاح دمار شامل أسموه (كوفيد 19) ، وقد صدر حكم قضائي بإدانتها وسجنها ، لكنها لم تسكت بل ظلت تواصل كتاباتها .
هناك إحصائية غير رسمية تزعم بإن (59%) من الأمريكيين الذين تم إستطلاعهم باتوا على قناعة بأن الرئيس الأمريكي متآمر ، وسيتشهدون على تلك المزاعم بأنه وأسرته ووزير الصحة في الإدارة الأمريكية لايضعون الأقنعة أو ” الكمامات ” على وجوههم ، وإن الرئيس يأمل أن تتم الإنتخابات عن طريق الاقتراع الإلكتروني ( أون لاين ) حتى يتخلّف عنها العديد من الديمقراطيين .
الآن عطس الرئيس الأمريكي ” دونالد ترامب” فأصيب العالم بما يشبه (النّزلة الشُّعَبيّة ) ، حتى شبكة الإنترنت أصابها البرد فأصبحت تحمل من التعليقات والآراء أكثر مما تحتمل …. إنه العصر الأمريكي .. عصر ترامب .