
في طوابير انتظار الخبز تسمع من المصطفين حكاوي وقصص تجد منها مايحزنك حد البكاء، وتجد أخرى تضحك وشر البلية مايضحك وتسمع قصصاً أخرى يرتفع لها حاجب الدهشة من المبالغات فيها، ولكن هو الإنسان الذى طبعه السرد والكلام من تلك القصص قصت علينا إحداهن أن بعض إفرازات انعدام الخبز بأن والدها ذهب الى الفرن حوالي الساعة الثالتة صباحاً وانتظر وصلى الفجر بمسجد قرب الفرن، حاجز دوره الى الساعة السادسة تحصل على (رغيف) بخمسين جنيهاً، وهذا ماقررته إدارة الفرن لجميع الواقفين حتى يأخذ أكبر عدد من الناس، وقالت أبي ظفر بالخبز وخرج من الصف كأنه انتصر في معركة، وهو راجع الى البيت ويحمل (العيش) إذا باثنين يركبون موتر قاموا بخطف كيس العيش مع (رمي) خمسين جنيهاً لأبي ثمن الخبز، وتركوه يندب في حظه، وبعد كل هذا السهر جاء الينا خالي الوفاض.. هنا تدخلت امرأة أخرى وقالت لي أمس حضرت للفرن من الساعة الثامنة صباحاً، وتحصلت على خبز الساعة السادسة مساء، وبناتي وأمي وأم زوجي ينتظروني في البيت وكلهم جياع، وعند الساعة السادسة تحصلت على الخبز واتصلت تلفونياً على بناتي أبشرهم بحصولي على الخبز، وأثناء رجوعي استأجرت ركشة ولأني أحمل أنابيب غاز وعندما وصلت منزلى نزلت أولاً الأنابيب، وخرجت لآخذ أكياس الخبز من الركشة فإذا بصاحب الركشة يفر هارباً بخبزي، وأنا وبناتي نصرخ وننادي عليه ولا حياة لمن تنادي، وبعد كل اتنظاري في الصفوف لم نأكل منه(رغيفة)، وهذه القصص قليل من كثير، فكل تلك الافرازات الغريبة التي صارت تحدث في المجتمع سببها فقدان الضمائر والفساد الذي أصاب بعض الناس ..لكن مع كل ذلك مازال الخير والخيرين موجودين وعشمنا في القادم يكون أحلى.
آخر لحظة