
في نفس اليوم وفي نفس الزمن من السنة الفائتة، كتبت خطابي هذا وغيرها من الخطابات عبر الفيس الي السيد حمدوك، كنت آمل أن يصله ولو بعد حين، لكني كان يراودني الشك في وصوله وعدمه، وكنت قد أخذت كل خطاباتي حينها كتقييم لي، ولأرى هل هناك تحسن في وضع الحال للشعب السوداني، وأقارن بين أوجه الاختلاف مابين الأمس واليوم.. وهل أكتب في مثل هذا اليوم بعد سنة من نشر خطابي هذا، جواب شكر للسيد حمدوك؟!!، أم مازال خطابي معلقاً في نفس مكانه وأحداثه.. لكني أجد أن خطابي مازال معلقاً بنفس الأحداث والمسؤوليات التي لم تصب في مصلحة المواطن والوطن، وإنما آل الوضع الى الأصعب، وزادت الضغوطات على الناس، والتي سوف تتفجر قريباً الى الأسوأ والأسوأ، والأصعب منها إن لم يصح حمدوك من غفلته.. وكان محتوى رسالتي الأولى:
* رسالة الى السيد حمدوك
رئيس وزراء جمهورية السودان الديمقراطية
قد تعلم ياسيادة الرئيس أننا قد مررنا بسنين قد أسميتها أنا بالسنين العجاف…. سنين مملوءة بالكذب والوعود الزائفة، والتعهدات عبر خطابات الرئيس السابق المعزول للشعب، التي لم نر منها النور يوماً، ولم تصبُ الى رفعة الوطن وإنسانه غير أنها تحولت الى مصالحهم ونفعهم الخاص.
هذه السنين قد تركت شرخاً كبيراً في نفوسنا، وجعلتنا محبطين وتملكنا اليأس وفقدان الأمل، بأن نجد من ينقذنا من يأسنا وإحباطنا، وأن نجد ذاك الإنسان النزيه ذا العفة والعقل الكبير ليقود أهل هذا الوطن الشامخ بعزته وثرواته العظيمة، الى حيث أن يكون ويستحق.
سيادتكم خاطبت وتحدثت للعالم عنا وعن عظمة هذا الوطن من بشرية الى موارد لها مدلول اقتصادي كبير،، وخاطبت الإعلام وتحدثت عن طموحاتك لهذا البلد، وخاطبت إعلام الدول الأخرى عنا وعنك وعن الوطن… لكنك يا سيادة الرئيس لما تخاطبنا نحن كشعب ضاق من الدهر الهوان والذلة… ولم تضع أعينك في أعين هذا الشعب مواسياً مخاطباً غير متوعد غير متعهد، فقط ملتزماً بحمل المسؤولية والعمل على إصلاح ماتم هدمه، ودفعنا الى العمل معك، وأن نضع أيدينا فوق إيديك ملتزمين بتحمل المسؤولية معك… ولم تنزل الشارع لترى وتتفقد أحوال شعبك، وكيف أحوال المدن !
وماذكرته متطلبات ليست بذاك الحجم لكن أثرها كبير على نفوس الناس وعلى الوطن الجريح.. أنا لا أدعوك للخروج في موكب فقد سئمنا المواكب.. فقط أدعوك أن تخرج كمواطن متفقداً ورئيساً مخاطباً لنا أتمنى أن يجد مطلبي هذا صدى عند سيادتكم،، وأن تتفهم مدى أهمية أن تكون وسط شعبك سامعاً لهمومهم وآرائهم، فهي بمثابة تضميد جراح، وبناء ثقة وفتح درب للأمل،
وأخيراً أعلم جيداً عبء المسؤولية والمهام التي أوكلت إليك، لكنها في النهاية تصب في مصلحة المواطن ووطنه، الذي ننتمي إليه جميعنا فليساعدك الله فيها. وعليك بالمواطن نفسه فهو الذي يصرخ …
واعتذر إن كانت لغتي ليست بذاك المستوى الرفيع.. فأنا من عامة الشعب أرجو تقبلها …
لك مني احترامي وتضامني
سفيرة النوايا الحسنة لحماية الطفل
آخر لحظة