*(عندما يجوع الشعب يتفلت المجتمع).. مقولة ربما تصبح واقعاً معاشاً خلال الأيام القليلة المقبلة بعد تفاقم الوضع الاقتصادي بشكل مزري يبشر بقدوم (ثورة الجياع) وبوادرها التي شارفت على الاندلاع بسبب تفشي روح اليأس لدي المواطنين من ديمومة ملاحقة الصفوف اليومية بشتي صنوفها، بداية بالخبز وانتهاءً بالمواد البترولية، والدواء والذي دخل قائمة الطوابير، حتي أصبح الحصول عليه ضرباً من المستحيل، وباتت حياة الإنسان معلقة في برزخ الموت بسبب ندرة العقارات الطبية!!.
* وفي الوقت الذي تشتد فيه الأزمات تحتفي حكومة الثورة (الغائبة عن معاناة مواطنيها) بمقدم مدعية المحكمة الجنائية الدولية (فاتو بنسودا)، كان هنالك في الصعيد الآخر مواطنين بأحد أحياء (الثورة) بأم درمان يلعنون اندلاع (ثورة الجياع وبداية التفلت المجتمعي)، بعد أن بلغ بهم الضجر والجوع الكافر اقتحام أحد المخابز بالحي، وسلب جوالات الدقيق من داخل المخبز وإفراغها في الاسفلت (للغاشي والماشي)، والذين تفننوا في (حصاد الدقيق) مجاناً احتجاجاً على صاحب المخبز، والذي تعلل بانتهاء الحصة اليومية المخصصة للفرن من الطحين!!.
* المشهد السابق يعلن اندلاع ثورة الجياع وبداية التفلت، بعد أن تم تعبئة الشعب تماماً بالأزمات المتتالية في ظل غياب حكومة الثورة، والتي تحتفي باستقبال مدعية محكمة الجنايات الدولية بالقصر الرئاسي، ومجلس الوزراء ووزارة العدل (وتتغابى) عن أزمة شعبها وتناقش مع (بنسودا) التعاون مع المحكمة وتمليكها معلومات عن مواطنها (كوشيب)، والذي يعيش في (نعيم ودعة) بمقر المحكمة (السياحي) بمملكة هولندا، بينما (يطحن) الشعب فقراً وجوعاً داخل سجن الوطن الكبير!!.
*أما على صعيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان نجده تحاشى خلال اليوم الأول المشاركة في (مهرجان استقبال بنسودا الاحتفالي) بلقاء وفد اتحاد المهن الموسيقية السوداني، وضرب بذلك (هّم) تبعات الزيارة (بفرح) قدوم وفد الفنانين اليه مثلما عبر عن فرحه عندما صدح بصوته منشداً (سودان بلدنا)، عقب توقيع إتفاق السلام بجوبا معولاً أن يساهم الفن في إزالة الاحتقان السياسي بمناطق النزاعات والحروب في كلا المناسبتين!.
*التقى البرهان بوفد الفنانين قبل أربعة أيام من مليونية (21) أكتوبر، ليعيد نفس السيناريو الذي سبق مليونية (6) أبريل والتي أسقطت نظام الإنقاذ عندما التقى البرهان قبل (20) يوماً منها مجموعة من الشعراء ببيت الشعر بالخرطوم (2) مشاركاً بالفعالية (بالزي القومي)، بينما يلتقي الآن وفد الفنانين (بالزي العكسري) الكامل!.. فبماذا يفكر الفريق أول البرهان الآن قبل المليونية القادمة.. فهل سيضرب (الهّم) بالفرح أيضاً كما حدث في 11 ابريل 2019م .. أم سيضرب (الهمّ) بيد من (حديد) لإسكات أسباب ثورة الجياع في 21 أكتوبر 2020م!!.
آخر الشظايا:
جميع التوقعات تشير الى مطالب مليونية 21 أكتوبر السياسية، ولكن مايغفل عنه الجميع أن تنحرف المليونية وتنزلق لاتجاه التفلت والسرقة والنهب، ليس بهدف إسقاط الحكومة ولكن بسبب الجوووووع!!
آخر لحظة