الاخبار

أحمد يوسف التاي : حوار حول التطبيع (2)

174views

(1)
ذكرتُ أمس في هذه الزاوية وقبل 24 ساعة من التصريحات التي أدلى بها رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان للتلفزيون القومي مساء أمس، ذكرتُ أن الحاضنة السياسة للحكومة «ابتسمت» سراً لقرار التطبيع، وأبدت مواقف صوريّة «ديكورية» ترفض للتطبيع شكلاً لحفظ ماء الوجه وتجنب الحرج، لكنها في قرارة نفسها تريد هذه الخطوة وتخشى ردة فعل الشارع، وحتى لا تكون متناقضة مع مواقفها «المبدئية» أمام قواعدها.. كانت تلك مجرد قراءة وفقاً لمعطيات ومؤشرات وقرائن أحوال وخلفيات ومعرفة راسخة بمواقف القوى السياسية التي حفظناها عن ظهر قلب، فبعد 24 ساعة جاءت تصريحات البرهان لتؤكد ما ذكرته حرفياً وهو يؤكد أن 90% من القوى السياسية التي استشارها في موضوع التطبيع لم تبدِ اعتراضاً، وذكر من قادة تلك الأحزاب رؤساء أكثر الأحزاب رفضاً للتطبيع (الصادق المهدي، السنهوري)…
وقلت ُأيضاً إن الذي يقرأ المشهد المضطرب والمواقف «المرتبكة» والمتناقضة لحمدوك وبعض وزراء حكومته إزاء هذه القضية، يدرك أن قرار التطبيع كما لو أنه قرار فردي اتخذه رئيس المجلس السيادي أو هكذا تبدو الصورة بمعطياتها الظاهرة والمستترة، لكن الواقع أن وزراء الحكومة وحاضنتها السياسية وبشيء من المكر والدهاء قدمت البرهان ليروا فيه «شيل التمساح» ويبدو على خشبة المسرح كما «السادات» تماماً، فإن تم الأمر بسلام وجاءت ردة الفعل هادئة وغير مكلفة خرج كل هؤلاء من «مخابئهم» وتبنوا الخطوة وتسابقوا نحو تبريرها، وإن ثار الشارع يتحمل البرهان وحده وزر التطبيع خاصة وأنهم أبدوا المواقف «الديكورية» الرافضة، وقد جاء حديث البرهان مساء أمس ليشير إلى هذه الحقيقة فقد تركوا الأبواب مواربة تماماً للخروج وقت الزنقة.
(3)
الآن من خلال اللقاء الذي أجراه التلفزيون البارحة عرف الشعب السوداني أن كل القوى السياسية المكونة للتحالف الحاكم اليوم ـ عدا الشيوعي ـ ووزراء الحكومة وأعضاء المجلس السيادي كلهم تمت مشاورتهم في مشوار التطبيع ومنهم من أبدى الموافقة، ومنهم من شجع الخطوة بشدة، ومنهم من ترك الباب موارباً ليدخل ملف التطبيع بهدوء ، فإن أصاب السودان خيراً من هذه الخطوة ركبوا «الموجة» وتبنوا الأمر برمته وإن هبت العاصفة تواروا خلف المواقف الرمادية والرفض «الديكوري»…
(4)
سأحترم الشخص الشجاع الذي يدافع عن مواقفه بكل جرأة وشجاعة وإن اختلفتُ معه كلياً، وسأحتقر «المتذبذب» الذي لا يكاد يثبت على حال لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء «مذبذب» بين ذلك، وعليه سأحترم موقف الحزب الشيوعي المبدئي من هذه القضية وإن اختلفتُ معه، وفي ذات الوقت أحترم موقف «البرهان» وإن اختلفتُ معه….اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائمًا في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

الانتباهة

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

سبعة عشر − 10 =