يعتبر الدكتور جبريل ابراهيم من أبرز رجال السياسة والعسكرية والاقتصاد في السودان في هذه الحقبة من عمر الوطن ،فالرجل حباه الله بالكثير من الصفات بدأها بالابتلاء بفقدان الأب الا ان الله عوضه بعم حنون وام رؤوم فنشأ معتدا بنفسه مهتما بدروسه فدرس بجامعة الخرطوم ثم اتم دراسته باليابان ،والدكتور جبريل برغم اهتماماته الاقتصادية وتخصصه في هذا الجانب الا انه لم ينس أن يهتم بما يشغل مواطن السودان ،وقد لاقى الرجل الامرين من نظام الإنقاذ بغير ذنب جناه،حتى إن موظفيه بشركة عزة للطيران وصفوه بأحسن مدير مر عليهم ابان عمله بالشركة التي كانت تدر ملايين الدولارات للبلاد ،ومع نظافة يده وتواضعه تم فصله من الشركة ليغادر البلاد ويعمل في الخليج ثم انضم إلى حركة العدل والمساواة متدرجا في مسالكها دون النظر إلى أنه شقيق مؤسسها.
الحديث عن الدكتور جبريل حديث ذو شجون فالمتتبع لسيرته يجدها صورة طبق الأصل من صورة رجل السياسة التي يحبها الشارع السوداني علم وعمل وتواضع ،وانا اتحدث عنه هنا حديث المراقب فقد تتبعت مواقفه منذ ايام المفاوضات فاحترت في تمترس الرجل عند مواقفه دون ان يتزحزح ،وكأي مراقب غير متمرس حزنت لموقفه ذاك ولكني بعد أيام من العزوف عن المتابعة عرفت ان الرجل إنما يعبر عن الشارع العريض ويطالب بحق ثلثي سكان السودان الذين عانوا من الحرب في كل الاتجاهات بل حتى في وسط السودان الذي دائما يدمغ بأنه الذي يأكل الجزء الأكبر من الكيكة
محاولة للتقارب وخلق صنم جديد…نحن في زمن السستم وليس الاشخاص